2006-02-24

ماذا يقصد "بيرليسكوني"؟

في حديثه مع "الجزيرة" أجاب رئيس وزراء ايطاليا على سؤالٍ طَرَحَهُ السّائل في سِياق الحديث عن حماس: أليس من الخطأ احتلال أرضِ الغير بالقوة؟ وأجاب بيرليسكوني قائلاً بأنّ التاريخ أكّد أنّ هذا الأمر يحدث دائماً، وأضاف، خذْ مثلا، احتلال العرب لاسبانيا الذي دام أكثرَ من ثمانية قرون ولجزيرة صقلية الذي دام نحو ثلاثة قرون، واحتلال العثمانيين للبلقان الذي دام نحو قرنين.. ثم سكت المسؤول والسائل قبل تبادل تحية نهاية اللقاء التلفزيوني..
وهنا يتساءل جُحَا.كُمْ، لماذا اقتصر بيرليسكوني على ذكر الفتوحات العربية والإسلامية وتجاهل الحملات الاستعمارية الأوروبية للبلدان العربية والإفريقية والأسيوية؟ هل يقصد أن إسرائيل هي امتداد استعماري لهذه الحملات، وكأنه يقول، كنتم أنتم بالأمس واليوم دورنا نحن؟ وحين يحدد بالأرقام عدد قرون "احتلال العرب والمسلمين" لمناطق أوروبية، فهل يقصد وعلى أساس المقارنة، أن الاحتلال الإسرائيلي ليس أَبَدَيًا مثلما يُريدهُ الصَّهاينة الذين يرفَعُون شِعار "أورشليم، عاصمة إسرائيل الأبدية"، وبالتالي سيأتي اليوم الذي سينتهي فيه احتلال إسرائيل لأرض فلسطين؟ إذا كان هذا الافتراض الأخير هو الأرجح، فهل نفْهَم من تَحَالُفِهِ الأخير مع زعيمة (وهي حفيدة موسيليني) حزب "البديل الاجتماعي"، الفاشي النّزعة، هو تحضيره لمستقبلٍ فاشيٍ لايطاليا الذي من شعاره استعادة مجد الإمبراطورية الرومانية التي سبق أن كانت تحكم أرض فلسطين؟ وإذا أضفنا المسلك الاستفزازي "البايخ" الذي أبداه مؤخرا أحد وزرائه بإظهار "فانيلا" تحمل الرسوم الدانمركية كان يرتديها أثناء لقاء تلفزيوني، وكأنه يقول: موتوا يا مسلمين بغيضكم!! وهو مسلك أدى إلى مقتل 11 مواطنا ليبيا برصاص أعوان نظام الكتاب الأخضر في الجماهيرية العظمى، فهل يمكن تفسير هذا المسلك بأنه تأكيد لنوايا رومانية قادمة في احتلال أرض المسلمين من جديد؟
من له قراءة أخرى أكثر اقترابا من نوايا بيرليسكوني ووزيره وحفيدة موسيليني، يتفضل بعرضها، حرصا على تعميم الفائدة..
جُحَا.كُمْ

ليست هناك تعليقات: