2006-04-04

"هِيمُورِي" ذاك الياباني الذي انتحر من أجلنا


تَكَاوِي هِيمُورِي هكذا كان اسمه ذاك الياباني الذي قرَّرَ في مثل هذا اليوم من سنة 2002، أن يحتجَّ على الجرائم الإسرائيلية التي كانت و لا تزال تُرتَكَبُ بِحق الشعب الفلسطيني، والحصار المفروض آنذاك على الرئيس عرفات، فقرَّرَ أن يضْرِمَ النار في نفسه في الحديقة العامة في العاصمة اليابانية طوكيو. وقد تُوفي تَكَاوِي هِيمُورِي (وكان عمره 54 عاماً) متأثراً بحروقِهِ بعد أن أحضَرَ عُبْوة مليئة بالوقود السائل وسَكَبَها على نفسه، وأشعل النار. وقال صديقُهُ "ما ساو بكاشي" للصُّحفيين في ذاك اليوم، إن مجموعة من اليابانيين كانوا يتظاهرون تضامناً مع الشعب الفلسطيني عندما شاهدوا فجأة ألسنةَ اللهب تتصاعد من جسد أحد المتظاهرين فاستدعوا الشرطة التي حضرت على الفور. وقال "بكاشي" إن صديقـه "هِيمُورِي" كان ناشطاً فاعـلاً فـي حركة تُسَمّــى "صَوْتُنا" وكان مناصراً للقضية الفلسطينية، وقد شارك أكثر من مرة على مدار 20 عاماً منذ مجزرة صبرا وشاتيلا في تظاهرات مع الشعب الفلسطيني. وكان هيموري قد أضرب عن الطعام لِمُدَد متفاوتة، وقد نظَّم خلال انتفاضة الأقصى مسيرةَ شُموعٍ كبيرة تضامناً مع نضال الشعب الفلسطيني.
تَعُودُ ذِكرى هذا الشهيد الياباني، وكثيرٌ من الأشاوس العرب ما زالوا يلْهَثون لاقْتِنَاء منتوجات الكترونية يابانية (أي من نفس بلد شهيدهم الياباني) للتَّسَلي بِها وَلِقَتْل الوقت (كاللُّعَب الالكترونية للكبار والكاميرات) أو للثرثرة الفارغة (كالهواتف المحمولة)، وعربٌ آخرون يَدْعون إلى تَرْك الفلسطينيين وشأنِهِم في حل قضيتهم (التي كمْ تاجَرَ العربُ بها) بمفردِهِم..!
ماذا يُمكن أن يُضيف جُحَا.كُمْ إلى ما سبق! بالأمس مات الماغوط وفي قلبِهِ شيءٌ من حتَّى وكثيرٌ من الوطن، واليوم ذِكرى الشّهيد تَكَاوِي هِيمُورِي.. غيرَ أن يقولَ لكم: تَذَكَّرُوا جيِّدا هذا الاسم الياباني الذي يَدُلُّ عليكم وعلى عَجْزِكم، تماماً مثلما تَتَذَكَّرون أسماءَ المنتوجات اليابانية التي تَدُلُّ على جَشَعِكُم وضحالةِ وعْيِكم بأنفسكم وبقضاياكم. هل فكَّرَ أيُّ مسؤولٍ فلسطيني، على الأقل، في مَنْحِ شارعٍ من شوارع رام الله أو بيت لحم أو غزة أو غيرها، اسمَ هذا الياباني الذي ماتَ من أجلِ أن ينعَمَ سُكّانُ هذه الشوارع بالأمان من خطر دبابات إسرائيل، وحتّى لا يذهب جسدُ هِيمُوري المحترقُ هباءً منثوراً؟
يتظاهر الآخرون من أجْلنا وأيضاً ينتحرون، ونحن إلى حُكَّامنا مَمْنونون وبِهَوَاتِفِنا المحمولة مُغْرَمون ولِعَجْزنا مُسْتسلمون.. سُحْقاً لنا جميعًا.
وألفُ سلامٍ على روحك يا تَكَاوِي هِيمُورِي.
جُحَا.كُمْ

هناك تعليق واحد:

Prometheus يقول...

شكرا لك يا عزيزي. ما كتبته يدل مرة اخرى على ان المبادئ والقيم الانسانية العليا يمكن ان يدافع عنها ويتبناها مختلف البشر بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية والقومية.
قصة الياباني ذكرتني تلقائيا بريتشيل كوري الفتاة الامريكية الشهيدة التي ضحت بحياتها هي الاخرى دفاعا عن الفلسطينيين.
تحيتي لك