2006-04-20

خرائطُنا في موقع المعهد


أسفل هذه التدوينة هناك رابطٌ لصفحة داخلية من موقع معهد العالم العربي في باريس، وقبل ذلك، دَعُوني أُوَضّح السبب الذي دَفَعَ جُحَا.كُمْ لكتابة هذه التدوينة:
الصفحة الداخلية المُشار إليها، تحتوي على قائمة للبلدان العربية، وعددها 22 بلدا عربيا. بالنقر على اسم بلد عربي تُفْتَحُ صفحة أخرى تتضمّن معلومات ضافية عن هذا البلد: تاريخيا، جغرافيا، اقتصاديا.. الخ، بالإضافة إلى خريطة البلد.
نَقَرَ جُحَا.كُمْ على كافة بلدان القائمة، والمفاجأة كانت كالتالي: جميع صفحات بلدان القائمة فُتِحت مُتضمّنة المعلومات المُشار إليها، إلاّ صفحة واحدة فقط، صفحة العراق !! وهو البلد الوحيد من القائمة الذي حين تنقر عليه تُفتَح صفحة مكتوبٌ فيها: "تحت البناء" underconstruction. عجيب!! جيبوتي والكويت وجزر القمر والصومال والسودان ولبنان وغيرها جميعا جاهزة، والعراق مازال قيْدَ البناء!! وهل هو فعلاً قيد البناء أم قيد التدمير!! حتى خريطة العراق التي من المفترض أنها معروفة وجاهزة، فإنّك لاتجدها ضِمن هذه الصفحة!! فهل يعني ذلك أن المعهد بصدد انتظار خريطة جديدة (أو ربما خرائط) للعراق!!..
المفاجأة الثانية، وهي من نوع آخر: بالنقر على اسم فلسطين، تُفتَح الصفحة المعنية وفيها الخريطة على الشكل الذي ترونه هنا. وكما تعلمون فإن خريطة فلسطين، تحتل أهمية لا تقل عن أهمية شعب هذا البلد السّجين داخله أو المطرود منه. وكما تلاحظون ارتأى أصحاب موقع المعهد أن يُوفّقوا بين استراتيجيتين متعارضتين: الأولى هي في إظهار فلسطين التاريخية كاملةً لمن لا يقبل بأقلِّ من ذلك (مُجمَل الرّسم)، والثانية هي في إظهار أراضي الضفة والقطاع (باللون الأحمر القاني كدِماء الفلسطينيين المُراقة) على خلفية وردية اللون (كأحلام التطبيعيين العرب) لِمَا يُسمّى إسرائيل!!.وكلُّ ذلك على خلفية صفراء كَرِمال العرب وكأوراق قراراتهم المُعتّقة. والغريب في الأمر كذلك هو وضع اسم "أريحا" على الخارطة وإغفال باقي المدن بما فيها القدس، وكأن المقصود والمُراد هو أن تكونَ أريحا عاصمةَ ما تبقّى من فلسطين !!
ألا يعكس ما سبق ذكرُهُ الفلسفة السياسية التي تتّبعها فرنسا تُجاه العرب حاليا: التحفّظ (بالانتظار) والتّوفيق (بمسك العصا من الوسط)؟
جُحَا.كُمْ
موقع معهد العالم العربي
IMA

ليست هناك تعليقات: