2006-06-04

جُحَاكِيَات سريعة 6

أيُّ "دجيل" وأي دَجَل بعد حادثة "الحديثة" وأخواتها
من ناحية هناك رئيس عراقي سابق يُحاكم اليوم مع مساعديه على حادثة سميت بالبلدة التي جرت فيها وهي الدجيل اتُّهِم فيها بإعدام ما يزيد عن المائة شخص بعد محاكمة صورية لهم وبعد تجريف بساتينهم وذلك عقب محاولة فاشلة لاغتياله.. ومن ناحية أخرى وفي الوقت نفسه، يقوم جنودٌ أمريكان بإعدام أبرياء كما حدث قبل شهرين في مدينة "حديثة" حيث قَتَلوا 24 مدنيا من ضمنهم نساء وأطفال قتلا مباشرا ومقصودا كرد فعل هستيري على مقتل أحد زملائهم بمفعول عبوة ناسفة وضعت في الطريق.. وهي نفس الحادثة التي تكررت في بلدة الإسحاقي مؤخرا، إضافة إلى غيرها مِمّا لم تفضحه بعد وسائل الإعلام.
أي فارق أخلاقي بين رئيس دولة يحكم صورياً بالإعدام على متهمين بمحاولة اغتياله وبين جندي احتلال يقتل بيديه نساء وأطفالا انتقاما من مقتل زميل له؟ والأنكى هو أن رئيس جندي الاحتلال هذا هو نفسه الذي يدير محاكمة الرئيس السابق في قضية لم تعد فداحتها تعني شيئا أمام فداحة جرائم مارينز الاحتلال.. جرائم جنود صدام وأعوانه، يدفع صدام اليوم فاتورتها، فمن سيدفع فاتورة جرائم جنود بوش؟

تونس بين الطائفية وغوانتنامو
أمران غريبان يحدثان في تونس : الأول هم إقرار قانون يمنع أن ترتدي المرأة خارج بيتها ثوبا طويلا وحجابا. والغرابة هي في المبرر المعلن رسميا لهذا القانون ومفاده أن هذا الزي قد تم منْعُهُ لأنه زي طائفي. لكن على حدّ عِلْم جُحَا.كُمْْ فإن سكان تونس هم من طائفة واحدة (سُنّة) ومن مذهب فقهي واحد (المالكي).. وبالتالي، إما أن المرأة التونسية حين ترتدي ثوبا طويلا وحجابا يتغير انتماؤها الطائفي ، وهنا على السلطات أن تُبيّن ماهية هذه الطائفة التي يصنعها هذا الزي، أو أن النساء اللواتي بدون حجاب وبثوب قصير (من المفترض أن يكون فوق الركبة) هنّ من طائفة أخرى غير السُّنة المالكية.. أو ربما صارت تونس تحتضن ثلاثَ طوائف: مسلمون ويهود وسواح أجانب. ولكن حين نعلم أن اليهود هم أقل من الأقلية والسواح هم ضيوف مؤقتون فإننا نعود إلى المُربّع الأول وهو أنّ المجتمع التونسي أحادي الطائفة وبالتالي لا يمكن لأي زي من الأزياء أن يتسبب في تعدد طائفي..
الأمر الثاني الغريب هو بيان جمعية حقوق الانسان التونسية حول تدنيس القرآن من قبل مدير سجن تونسي.. أن يبدع العرب في فنون التعذيب والإهانة وتدمير معنويات المعتقلين وأحيانا كثيرة إلحاق الأذى بأجسادهم، فهذا الأمر يعرفه القاصي والداني، أمّا أن يعمد سجّان عربي مسلم إلى ركل القرآن الكريم برجليه، فهذا أمر غريب بعض الشيء لكون الواعز الديني كفيل بأن يمنع السجان من إلحاق الأذى المعنوي بنفسه قبل أن يكون بسجينه. طبعا ليس مستحيلا أن يحصل ذلك، وإن حصل فيجب عدم اعتباره سلوكا ممنهجا كما كان الأمر في غوانتنامو، وإنما فورة حماقة من شخص فقد البوصلة.. أمّا إذا حدث ذلك بناء على تعليمات عُليا فتلك طامة كبرى وقل آنذاك على المسلمين السلام..

كأسهُم الحُرَّة وكأسُنا المُرَّة
لو كنت متأكدا من أمرين: أن يصل أحد الفريقين الوطنيين السعودي أو التونسي إلى الدور النهائي في مونديال ألمانيا، والأمر الثاني أن يُحقق فوزُ أحدهما بكأس العالم خلاصًا حقيقياً لأهم مِحْنتيْن عربيتين (قضية فلسطين وقضية العراق) حيث ينال الفلسطينيون حقهم الكامل ويتخلص العراقيون من الاحتلال والعنف الناجم عنه، قلت لو كنت متؤكدا من ذلك، لأقفلت مؤقتا هذه المدونة، ولتوجهت رأسا إلى ميونيخ لكي أُكرّس نفسي بالكامل لتشجيع هذا الفريق أو ذاك بكل ما أوتيت من جهد وحماس حتى ولو اقتضى الأمر أن أحمل مزمارا وطبلة وأُلَوِّن وجهي -كما يفعل أنصار الكرة- بألوان رايات فلسطين والعراق والسعودية وتونس.. ولكن لأنّ الأمرين من قبيل شبه المستحيل، ولأن الصهاينة والأمريكان سيستغلون هذه العُطلة السياسية العربية التي سينشغل فيها عموم العرب بأرجل الألمان والبرازيليين وغيرهم من سادة "الكَرْكوبة الفاضية"، فينهالون علينا تقتيلا وتنكيلا -وسترون- فإنني أتمنى من كن قلبي أن يخسرَ الفريقان العربيان مباراة الدور الأول -وهذا ليس كارثة في ظل نصف قرن من الخسارات والخسائر العربية المتتالية- وبذلك يُسدل الستار العربي للمونديال، ويعود أبطالُنا -الكركوبيون- إلى وطنيْهم سريعاً ليشاركوا إخوانَهم جولات التقتيل التي لم تصل إلى دورها النهائي بعد..
جُحَا.كُمْْ

هناك 6 تعليقات:

asadma7bos يقول...

اخى جحا اولاً شكراً على السيكو سيكو
اللى فى بالك
ثانياً احب اعرفك انك متشائم جداً واعلمك ايضاً بأن المزابح الامريكية هى سلوك غير مخطط لة اى من قبيل المصادفة ما تحدث احدى المزابح
فعلى سبيل المثال الليلادى احنا فاضيين وزهقانيين فيكون لسان حال الميجور جنرال ريتشارد جاى (الاسم افتراضى) يلا بينا نصطاد شوية مدنيين طبعاً اصلهم فاضيين وعارفين ان العرب لن يحركوا ساكناً حتى ولو القو القنبلة الذرية على العراق
وانا ارى انه حقهم ما دمت انت لم تهم بالدفاع عن نفسك
ثانياًبالنسبة لموضوع تونس فعندك خطأ كبير فى اعتبار تونس كلها طائفة واحدة لأن تونس عبارة عن فئتين الاولى هى الشعب المطحون التعبان والثانية هى فئة الخنزير الحاكم الذى يسمى نفسة زين العابدين وانا ارى انة لابد من
تسميتة زنديق العلمانيين بن على
لأن اخر اختراعاتة هى بطاقة ممغنطة لترشيد دخول الناس للمساجد
وطبعاً هيصطاد اللى يلاقية عدى التارجت بتاعة
ثالثاً انتظر كارثة ستحل بالاقصى او بالفلسطينيين او بالامة بوجة عام فى ظل انشغال العرب بكاس العالم وهذا الشهر كل اربعة سنوات يكون فرصة فالجميع فى ثبات عميق
ولا عزاء للاخوة النعسانين وفى القصور متنبلين

غير معرف يقول...

أهلا عم جحا

جميلة جداً المقارنات الثلاثة التي عقدتها بين الأمور المتناولة في الجحاكية السريعة

وفي الأولى لا فرق بين بين ظالم مننا وظالم من هناك ما دام نحن كما نحن نقبل الظلم على أنفسنا وننطوي تحت حزب الأنامالي الشهير
لعن الله الديكتاتورية لم تكبر إسوى أننا رويناها بخوفنا وصمتنا

وفي الثانية ياصديقي
عجبت أمر تونس ولأمر حاكمها وكل ما قرأت عن ما يحدث في بلد من المفروض أنه مسلم ويدين أهله بالإسلام

وفي الثالثة
إنها الكرة يا سيدي فلبحث عن المتعة هناك وندع وننسى أنفسنا هنا

غير معرف يقول...

دائما كما عودتنا ياعزيزنا جحا.كم .. تضحكنا في بكائنا وتبكينا في ضحكنا ولا نرى عندك سوى شر البلية.
لماذا أنت مصاب بها وسواك معافى؟
أم أنهم المصابون وأنت المعافى لذلك تستشعر الخطر؟

غير معرف يقول...

أشاركك الأمنيات للفرق العربية جميعا في كل الدورات الكروية بلا استثناء..
هذه الفكرة قديمة في ذهني قدم أبو الهول، نحن الخاسرين من المكاسب الكروية أيا كانت:)
حقيقي أن العقل زينة!!
وحقيقي أيضا أن المجانين في نعيم..

وكما قال الشاعر:
وذو العقل يشقى في النعيم بعقله..
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم!

layal يقول...

بكأس العالم لدي امنيه واحده ان يلعب احدي الفريقين مع امريكا ويفوزون عليها
علي الاقل نحقق نصر ولو بسيط يجبر بخاطرنا
بخصوص ما يحدث بتونس عندي ما ابوح به قريبا بمدونتي

جُحَا.كُمْ يقول...

إلى الأسد المحبوس
أراك على نفس الموجة معي في تشخيص واقع الحال. أمّا وصفك للرئيس التونسي بالخنزير فقد لا ألومك كثيرا عليه لأنك تبدو أميل لهذا النوع من الاستعارة. ولعلك كأسد محبوس فلا أشهى من وليمة من لحم الخروف الحلال إسلاميا، بدل الخنزير، أليس كذلك؟
مع التحية
جُحَا.كُمْْ
-------

إلى الحائر
في الواقع هي مقاربات وليست مقارنات، وهي تعليقات سريعة وخاطفة على ما يطفو من إفرازات واقعنا المتعفن.
وأشكرك على التعليق
جُحَا.كُمْْ
-------

إلى المخربش
أعتقد أني بالفعل مصاب ما دام واقعنا التعيس لم يتغير منذ عقود..
مع تحياتي
جُحَا.كُمْْ
------

إلى عياش
أشكرك على مشاركتك أمنياتي في خصوص المونديال..
مع العلم أني مع الرياضة لكن بشرط الحرية والكرامة وإلا فهي بلاهة مطلقة.
مع تحياتي
جُحَا.كُمْْ
------

إلى ليال
يا ليت يتحقق ذلك على الأقل، لكن الغلبة اليوم هي للأمريكان في عقر دارنا. وأنا في انتظار ما ستبوحين به عن تونس
مع الشكر مسبقا
جُحَا.كُمْْ