2007-02-25

جُحَاكِيَات سريعة 18

الاغتصاب
لم أترك التدوينة السابقة حول اغتصاب الجنابي لمدة خمسة أيام بالقصد... لا من أجل ‏‏"عيون" صابرين (وإن استحقت ذلك) ولا من أجل تكريس هذا الحدث بأي دافع كان... ‏كل ما في الأمر هو أني انشغلت بأشياء أخرى طارئة وملحة. مع الملاحظة بأن أغلب ‏تعليقات الأصدقاء والزوار التي استهجنت بعض الشيء هذا التركيز الإعلامي حول ‏اغتصاب صابرين، كانت محقة في ذلك، ولم يكن جُحَا.كُمْ بأي حال قاصدا هذا الأمر وما ‏ذكر اعتقال "أبو صابرين" إلا من باب الإشارة لاحتمال استغلال الخلفية السياسية (وليس ‏فقط الأخلاقية-الجنائية) لهذه الحادثة، سواء من هذا الطرف أو من ذاك... واليوم، جميع ‏ما يحدث في العراق بما ذلك الإجرام العادي لا يخلو من خلفية سياسية والسبب لا يختلف ‏فيه اثنان ألا وهو الاحتلال... ‏

الله يا كريم
سبق أن ذكرت في تدوينة سابقة سبب إزالتي لشعار حملة "كريم" وقلت أني سأتعرض ‏قريبا إلى تفصيل هذا الموقف من جانبي، لكن القضاء المصري كان أسرع وحكم بأربع ‏سنوات على هذا المدون الذي تخطى حدود حريته لينال من حرية الآخر. فهو إن كان ‏حرا (وأنا مع حريته) في التعبير عن معتقده (إيمانا كان أو إلحادا) فلم يكن من الضروري ‏ولم يكن يحتاج إلى أن ينخرط في شتم مقدسات الآخرين (مسلمين وأقباط)، إلا إذا أراد أن ‏يعرض قناعاته للشتم واللطم (ومن كان بيته من زجاج فمن الغباء أن يقذف الآخرين ‏بالحجارة). أن يشتم مؤسسات بما في ذلك الأزهر (الذي ليس رابع الحرمين) أو المؤسسة ‏السياسية أو حتى الرئيس (والسنة سجنا في هذا الخصوص كانت ظلما) فهذا وارد، أما أن ‏يتحول إلى "مؤرخ" بدون الأدوات اللازمة لقراءة التاريخ أو فهمه، وينطلق في الحديث ‏عن النبي والصحابة وكأنه يتحدث عن صعاليك حارته، فهذا منتهى الغباء والإدعاء ‏الفارغ. تصوروا يهوديا ماركسيا مثل مكسيم رودنسون، يكتب كتابا عن الرسول بعنوان ‏‏"محمد"، ولا ينزلق في توصيف مشين للرسول كالذي انزلق فيه هذا المدون الذي يعاني ‏من عقدة أوديب فقرر قتل الأب، بتمرده المراهق على رموز السلطة الروحية منها ‏والزمنية... أنا ضد حبسه مع ذلك، وكما حدث لمدون بلجيكي تعرض لجيرانه بتدوينة ‏غير ملائمة فاكتفت السلطات بأن طلبت منه محو هذه التدوينة من مدونته، فإنه كان ممكنا ‏أن يُطلَب من "كريم" نفس الشيء وبالتالي يتم حرمانه من متعة التحول إلى ضحية دولية ‏في مجال حرية الرأي...‏
وما كتبه م. محمد الهامي صاحب مدونة المؤرخ حول قضية كريم، فهو لا يستحق فقط الإشادة ‏وإنما أيضا التنويه الشديد بأن يُقرأ فورا ولكن بتمهل لما يتضمنه من نقاط مهمة بل وفي ‏غاية الأهمية..

موريتانيا
انتبهوا يا عرب إلى ما يحدث في هذا البلد الذي يبدو قصيا في نظر البعض... لأول مرة ‏ستجري انتخابات رئاسية بمواصفات ديمقراطية شفافة... وإذا ما لم يتدخل الجيش أو ‏أنصار محمد فال (الرئيس العسكري المنتهية ولايته) في مسار هذا التحول، وإذا ما لم ‏تتعرض نتائج الانتخابات إلى تزوير... فيمكن القول أن موريتانيا بلد المليون شاعر ‏ستتحول إلى أول مختبر سياسي-رئاسي لتجربة قد تقض مضاجع بقية الأباطرة العرب ‏الجاثمين بكلكلهم على رقاب من ولدتهم أمهاتهم أحرارا.. ‏
جُحَا.كُمْ

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

حمود عصام

مرحبًا جحاكم
بخصوص حادثة المدون كريم
اعني ما تطرق إليه كريم وأسلوبه في مناقشة هذه القضايا بدعوى حؤية الرأي وحرية التعبير دكرني بنوال سعدواي
فالبارحة كنت أشاهد في الأخبار في قناة العربية موضوعا عنها وعن غضبها من السلطات لامصيرة التي صادرت كتبها من معرض الكتاب وكذلك اتهامها بالإلحاد وغيره
بالنسبة لكريم لو كان لديه من يدافع عنه لوجد الساحة الجيدة لقول ما يقول وما يحلو له عن الإسلام والمسيحية وغيره كما لنوال السعدواي والتي حتى في العربية تلك القناة العبرية قامت بنشر الخبر او الموضوع بنوع من الحسرة على هذه المرأة التي تطالب بحرية المرأة العربية المسلمة

يعني هناك بالفعل حريات مكبوتة ونطالب بان تكون لها حرية التعبير ولكن إلى أي مدى وأي حد؟

عصام

حائر في دنيا الله يقول...

دعك من كريم
أما موريتانيا فإنني أترقب ما يحدث هناك عسى أن يمر عام أول وثاني وثالث وعاشر بهدوء
حتى يعرف الباقيين أن ممارسة الحرية والتداول السلمي وحرية الشعوب في الاخيتار ليست مصيبة ولا خطراً داهما على الشعب
سوى انها خطر على الأنظمة المتعفنة التي تظل على اعتبارنا طفل في حضانة او ميت في قبر يتصرفون بشأنه كيفما شاءوا

مع تحياتي

adhm يقول...

موريتانيا
بلد اخر على الطريق بين الامل فى الحرية و تعقيدات الواقع
فالكلمة العليا الان فى موريتانيا _كما الكثير من بلداننا_للسفارة الامريكية والاسرائيلية وما نجاح المنقلبين فى الوثوب الى السلطة الابمباركةمن واشنطن وتل ابيب التى سارع قادة الانقلاب بالتاكيد على الحفاظ على اللاقة مع اسرائيل التى تضعة واشنطن شرطا لاستقرار فى اى بلد الان
اين انت يا سوار الذهب

غير معرف يقول...

سلام عليكمقمت مؤخرا بزيارة مدونة كريم بعدما سمعت خبر سجنه .تمنيت كثيرا أن تلغى سجون المثقفين والطلبة في كل المجتمعات لأنهم هم ركيزة الوطن فبهم تحيى وبهم تموت هذه المجتمعات.لكن ما تمنيته أكثر هو أن يتحلى هذا المدون بقليل من الإحترام للإسلام وجامعاتها العريقة.فهو يحرض الناس عن عدم الصوم ويذهب بعيدا عندما يعنون إحدى مقالاته "وداعا شهر النفاق"والأغرب من هذا أنه يشجع الخلق لعدم مقاطعة السلع الدانماركية وتلصيقه شعارا في هذا الغرض.لو كنت مكانه لخفت حتى من المجتمع المصري لأ ن يستجنونني لأنه ذهب بعيدا .أنا أضن أن المحكمة كانت عادلة.وهذا حسب رأيي بالطبع.

ألطيبُ يقول...

اختي او اخي جحاكم او لاقل جحانا
اسعدني مرورك على مدونتي اليوم وتلاكك لاول تعليق لك عندي اشكرك جزيل الشكر واتمنى دوام التواصل
كنت اود المرور هنا للتحية لكنني ما استطعت ان امر مرور الكرام فقد استوقفني الكثير مما كتبت فهو يستحق القراءة والمتابعة .. حتما سأكون ضيفا دائما على مدونتك ان شاء الله تحياتي لك وتمنياتي بدوام التوفيق لك
ودمت في امان الله
الطيب

بعدك على بالى يقول...

العزيز جحاكم

انا ايضا ادعو لاغلاق ملف عبد الكريم فهو لا يستحق عناء الضغط على حروف الكى بورد، ولا اشعر ان الحك سيقيد حريته او ينزعها عنه لانه من الاساس قرر التخلى عنها بدخوله منظومه الغباء والثقافة السمعية ومحاوله البحث عن دور والموت على اسفلت الشهداء بمنطق الشهرة لي اكثر
(انتبهت الان الى اننى انجرفت فى الحديث عنه)
اما عن موريتانيا فلا اتصور ان امريكا والصهيونيه العالمية ستدع اى بؤوة فى هذا الكوكب تصيغ حاضرها وفقا لما تخطط له وترضاه، يضاف لذلك ان معظم مؤسسات السلطة لم تعتاد ممارسة حقها الدستورى دونما تزوير ..
عن نفسى غير متفائلة

تحياتى

جُحَا.كُمْ يقول...

إلى عصام
طبعا أنت تدرك الفارق الأكاديمي والعلمي بين كريم والسعدواي؟ ولم يسبق للسعدواي أن وصفت النبي وصحابته بأوصاف مشنية كما فعل كريم.
تحياتي
جُحَا.كُمْ
------

إلى الحائر
أطفال في حضانة أفضل أما أموات في القبور فالأمر يكون انتهى وقُبِر معنا.
تحياتي
جُحَا.كُمْ
------

إلى أدهم
صحيح موضوع اسرائيل وارد منذ الاطاحة بولد الطايع ومحمد فال لم يكن يستطيع القيام بالانقلاب لو أبدى اعتراضا على التطبيع. والمحك الحقيقي في نزاهة هذه الانتخابات هو أن يأتي رئيس يترجم إرادة الشعب الموريتاني في قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الملوث للجغرافيا وللتاريخ.
تحياتي
جُحَا.كُمْ
------

إلى جيلال
فعلا ويبدو أن كريم كان يرغب في تحقيق شهرة بأي ثمن حتى ولو كان على حسابه الشخصي وعلى حساب مشاعر أهله وأمته.
تحياتي
جُحَا.كُمْ
------

إلى الطيب
يسرني جدا ما قلته وآمل ألا أخيب ظنك... وإن حدث ذلك فلا تتردد في التشهير بي.
تحياتي
جُحَا.كُمْ
------

إلى بعدك على بالي
مع أني أقرب إلى تشاؤمك فإني أميل إلى التأكيد على الحلم الجميل ليس ايهاما أو توهما وإنما بهدف أن أقوى قليلا على هذا الخلل الحضاري الذي أكل من حشاشة قلبي.
إطلالتك هنا هي أيضا من إحدى المقويات ضد هذا الخلل..
ودمت
تحياتي
جُحَا.كُمْ

Bahz.Baih يقول...

السيد جحاكم

أولا بالنسبه لموضوع عبد الكريم... لن يضر الاسلام كلام عبد الكريم بل بالعكس سيضره أن تلصق بالاسلام تهمه كبت الرأى

تعالى نستعرض سيناريوهين الاول عبد الكريم كان أتساب يكتب اللى هو عايزه .. راجع كده مدونته فى السابق هتلاقى ردود أخواننا كتير عليه و تخللى اللى يخشله يقتنع برأيهم لان المعركه هنا معركه قلم امام قلم و حجه أهل الدين هنا أقوى فالقصد انه لو كان اتساب من غير الفيلم اللى حصل ماكانش هيحصل حاجه و لا الاسلام هينقص

اما السياريو التانى عبد الكريم محبوس .. فالاسلام متهم بتقييد الحريه الشخصيه و حريه الراى و فى الحاله دى يبقى من حق الغرب أنهم يشتمونا و غير كده هتصبح دى مقدمه لكل من أختلف مع النظام فى الراى انه يتسجن... يعنى ممكن تتسجن علشان رأيك فى الحكومه
من الممكن كمان تتسجن لو قلت الفوايد حرام مانت مختلف مع الازهر... مشقصدى تهويل بس الحكومه شافت صيده سهله فى عالم البلوجرز و راحت ملبساله تهمتين التانيه أخطر من الاولى و بذلك يصبح فى سابقه قضائيه للحكم بسجن كل من سب رئيس الجمهوريه و يصبح كل بلوجر تحت التهديد

علشان كده انا شايف ان الحديث فى أمر كريم أصبح ضرورى مش لانه شهيد الراى لا لانه من حقنا احنا كمان نقول رأينا و من حق المختلف معانا انه يتستخدم نفس الوسيله فى التعبير مش يصطادنا و يضربنا و يحبسنا

بس و دمتم