2007-03-21

من أرشيف الذاكرة القريبة4‏

‎بعد نشرة العربية الهزلية، وفي ذكرى شن الحرب المدمرة لما تبقى من ‏عراق الحصار، يستسمحكم جُحَا.كُمْ في العودة معه إلى أرشيف الذاكرة لكي ‏تلاحظوا معه كيف سبق لشعراء عرب أن عاشوا سقوط بغداد وسقوط ‏غرناطة... وكيف ترجموا واقع الحال وكأن لا جديد تحت الشمس بالقياس ‏إلى حالات السقوط غير الحر التي يعيشها عرب الاستقلالات الناقصة منها ‏والمزيفة..‏
يقول ابن هانئ الأندلسي الملقب بمتنبي الأندلس في سياق مقاومة الخطر ‏الخارجي الذي كان يتهدد العرب حيث كانت نار الانتقام تتأجج في نفوس ‏البيزنطيين، وكان (نيقفور فوقاس) الثاني، يعمل على الاستيلاء على البلاد ‏الإسلامية:‏

أَسَـفِي عـلَى الأحْـرار قَـلَّ حِفَـاظُهـم
لـَـوْ كـان يُجْـدي الحـُرَّ أنْ يتأسَّـفـَا
يـا ويْلَكـم أَفَمَـا لَكُـم مـِن صـَـارِخٍ‎ ‎
إلاَّ بِثَغْــر ضَــاعَ أو دِيــنٍ عَفَـــا
فمدينــةٌ مِـنْ بَعْـد أخرى تُسْـتَبَـى
وطريقــةٌ مـن بعـد أخرى تُقْتَفَـى
حــتَّى لقــد رجـفت ديـارُ رَبِيعَــة
و تزلــزلت أرض العــراق تَخَوُّفـــَا
والشـَّـامُ قــدْ أوْدَى وأوْدَى أهلَــه
إلاَّ قليــلاً والحِجَــازُ عــَلى شَفَــا

‎ ‎وفي رثائه للأندلس ها هو أبو البقاء الرندي بعد ضياع عدد من المدن ‏الأندلسية في قصيدته التي نظمها قائلا في مطلعها: لكل شـيء إذا مـا تم ‏نـقصان - فـلا يـغر بـطيب العيش إنسان يستنصر أهل العدوة الإفريقية من ‏بني مرين لما أخذ ابن الأحمر محمد بن يوسف أول سلاطين غرناطة ‏يتنازل للأسبان عن عدد من القلاع والمدن أرضاء لهم وأملا في أن يبقى له ‏حكمه المقلقل في غرناطة وتعرف قصيدته بمرثية الأندلس

أكم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان
لـماذا التقاطع في الإسلام بينكمٍ‎ ‎
وأنـتـم يـا عـباد الله أخـوان
يـا من لـذلة قـوم بـعد عزتهم‎ ‎
أحـال حـالهم جـور وطـغيان
بـالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
واليوم هـم في بلاد الكفر عبدان
فـلو تراهم حيارى لا دليل لـهم
عــليهم فـي ثـياب الذل ألوان
يــا رب أم وطـفل حـيل بينهما
كــما تـفـرق أرواح وأبـدان
وطـفلة مــثل حسن الشمس إذ‎ ‎
طلعت كأنمـا هي ياقوت ومرجان
يـقودها الـعلج لـلمكروه مُكرهة‎ ‎
والعين بــاكية والـقلب حيران
لـمثل هـذا يبكي القلب من كمد‎ ‎
إن كان في القلب إسلام وإيمـان‎
------------
جُحَا.كُمْ

ليست هناك تعليقات: