2006-02-22

"الحلو" ليس "شاكر"

في حديثٍ تلفزيوني مع المُطرب المصري هاني شاكر، سُؤِل هذا الأخير عنْ رأيهِ في اعتزال الفنان المصري محمد الحلو مجالَ الفن، فقال إنّ ذلك قد يعودُ إلى إحساسِهِ بالإحباط من السِّنين الأربعة الأخيرة.. وهُنا توقَّعَ جُحَا.كُمْ أنْ يقولَ شاكر أنّ ما حَدَث في هذه السّنين مِن أحداث بالغة من نوع العرْبدة الشّارونية فوْق الجسد الفلسطيني ثمّ العربدة البُوشِية فوق الجسد العراقي، هذا عَدَا العربدات الرئاسية والسُلطانية والمَلَكِية والأمِيرية والقِيادية من طرف الحُكام العرب فوق أجسادِ رعاياهم، كلّ ذلك قد يكون هو الذي دَفَعَ الفنّانَ محمد الحلو ذَا الصّوت الحِلو فعلاً إلى السُّكوت عن الغِناء المُباح والمُرتاح في زَمَنِ التَّعَبِ العربي.. وما قاله "شاكر" بعد أنْ استثنى فترة وزير الثقافة الحالي الجديد (ولا أدري لماذا؟)، هو أنّ السنوات الأربعة الأخيرة كانتْ عِجَافًا داخل مِصر وخارجها بسببِ ضَحالة عَدَدِ حفلات فنانين مِثل الحِلو والحَجَّار ومُنير وأضافَ نفسه إليهم طبعاً، قائِلاً إنَّ هذا العدد كانَ "مُخْزِيًا" بل "مُضْحكا".. وشَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُضحكُ، حينَ نسمع فنّاناً من قامةِ هاني شاكر يتحدّث وكأنّ الفنَّ في رأيِهِ لا علاقةَ له بالمجتمع وبالأحداث الأليمة التي يُمكن أن تدفعَ هذا المجتمع إلى البقاء في البيْت على الأقل لمتابعة مُسلسل تقتيلِهِ وتَفْتيتِهِ وتهجيرِهِ وتأهيلِهِ للعصْر الإسرائيلي- الأمريكي- الدنماركي الجائر.. فهنيئاً لهاني شاكر المُثابر على إتْحاف آذان المُدْمِنِين على صَوْتهِ بألحانِ العصرِ الغابر.. وتحيّة عَبِقَة للفنان محمد الحلو الذي قرَّرَ الصَّمت –مهما كانت أسبابُهُ- والصّمت من ذَهَبٍ كمَا يُقال..
جُحَا.كُمْ

ليست هناك تعليقات: