من هو جُحَا.كُمْ ؟
سبق للصديق بروميثيوس أنْ كتبَ تدوينة بعنوان الكتابة بين الاسم الحقيقي والمستعار تناول فيها أبعادَ هذا الأمر وعواقبَهُ، مُنطلِقا من قضيّة القبض على رباح القويعي أحد كتّاب المنتديات، وكنتُ وعدتُ برومثيوس بتخصيص تدوينة حول اختيار جُحَا.كُمْ لهذا الاسم لكي يكونَ اسماً لهذه المُدونة، وتأخرتُ في هذا المسعى إلى أن أثار المُدون محمد الجرايحي سؤالا في تعليقٍ منه على تدوينة جُحَا.كُمْ السابقة، متسائلا بالقول: "لا أعرف سببَ اختيارك لهذا الاسم، من المعروف أن جحا هو رمز الإضحاك والتنكيت، هل اختيارك لأنك تريد أن تضحكنا ولكن على أنفسنا.."، ثم تلاه المدون عمرو عزت الذي سألني في تعقيبٍ له على تعليقٍ لي في مدونته " إن كنتُ أفصل بين صفتي الأصلية كمثقف عربي وصفتي التدوينية كجُحَا.كُمْ ".. وكان للمدون حبيب صاحب بصراحة أن خصّص هو الآخر تدوينة تناولت جزئيا هذا الموضوع الذي سبق أيضا للمُدوِّنة رضوى أسامة أن تناولته من زاوية بسيكولوجية وكذلك الأمر مع صاحب شاي أخضر الذي تعرّض له في تدوينتين متتاليتين..
وحتى لا تتراكم التساؤلات وتبقى عالقة كالغبار، هاأنذا أضع ما تيسّر من النقاط على حروف الإجابة التي آمل أن تقنع من يهمُّهُ الأمر..
من الواضح أن ما كُتِبَ في رأْسية هذه المدونة وكذلك ما ورد في أوّل تدوينة فيها، لم يُشف غليلَ بعض من زار هذه المدونة ورغب في معرفة صاحبها أو على الأقل معرفة البلد الذي هو منه أو البلد الذي يكتب منه.. وهي رغبة طبيعية ومشروعة.. ولكن اقتناع جُحَا.كُمْ من أن أكثرية الزوار يهتمون بمحتوى المدونة أكثر من اهتمامهم بهوية صاحبها، قد جعله يختار هذا "التَّخفي" الذي لا بطولة فيه ولا جُبْن، وإنما فقط ليقول للزائر أن المدونة ليست شخصية وأن محتواها منه وإليه.. ولأنّها كذلك فهي تحاول نقل نبض رجل الشارع العربي وهمومه التي هي هموم أمّة ومرحلة وعصر.. وصحيح أن هذا التخفي قد يساعد جُحَا.كُمْ (وأيضا زُوّاره الكرام) على أن يأخذ راحتَه في التعامل مع حُكّامنا الطغاة، لكن لا يُشَكِّل هذا جداراً واقيا بالكامل في ظِلّ تطور التقنية التي يمكن أن تدفع هؤلاء (بالتعاون مع أسيادهم) على الأقل في إيقاف هذه المدونة. وبالتالي جُحَا.كُمْ ليس شخصا عيْنِياً وإنما عَيْنة شخصية من عيْنات المجتمع العربي المتشابه إلى حدّ القطيع والمتنافر إلى حد القطيعة.. إنه حالة من وعي جماعي تراجيكوميدي، اختار التدوين كمساحة حرية والسخرية كطريقة تعبير.. إنه السيد عربي المهضوم والمهزوم والمهموم.. شَبَحِيّة جُحَا.كُمْ مُستمدة من هذا المواطن-الشَّبَح الذي ما أن ينقادَ حتى يهربَ وما أن يهربَ حتى يضيعَ في زحام الضائعين من الحكام والمحكومين.. وبالتالي فإن كل زائر تقريبا فيه شيء من جُحَا.كُمْ.. وهذا يقودني للإجابة على تساؤل عمرو عزت، فأقول نعم ولا: نعم، إنّ هناك فصل بيني (كمثقف عربي وصاحب هذه المدونة) وبين جُحَا.كُمْ (كصفة تدوينية) لأن جُحَا.كُمْ هو جزء منِّي ولستُ جزءًا منه. وأيضا لاَ، أي ليس هناك فصل بيننا، لأنّ هموم جُحَا.كُمْ (السياسية عموماً) ليست متعارضة مع همومي الشخصية كمُدون عربي.. وربما للحديث بقية.
جُحَا.كُمْ
هناك 7 تعليقات:
كنت أود أن أسألك ذات مرة يا صديقي ولكن آثرت أن أصل لهذا بنفسي من خلال المتابعات المستمرة ولم أبتعد كثيراً بما فهمته عن ما سردته أنت, غير أنك أوضحت أشياء أخرى خفيت عني بكب تأكيد
=
وأيضاً انا فكرت عدد من المرات في شرح سر اختياري لإسم تدوينتي ورغبتي مؤخراً في تغيير هذا الإسم وإن كان هناك شيء غريب يمنعني من هذا لشعوري أن هذا الإسم يعبر عن شيء ما بداخلي لم يستقر بعد وإن كان يحمل للآخرين معنى سلبي في بعض الأحيان
السلام عليكم
أتفق ما ذكرته أستاذنا العزيز
شخصياً .. قد أستغني عن الإسم المستعار خلال شهر او ربما اكثر بقليل اذا استطعت اصدار كتابي الأول في موعده
لن أتحسر او أخشى من ربط إسمي و شخصيتي بما كتبته في مدونتي من قبل
لا ألوم الإخوة العرب في بعض الدول
فما سمعنا عنه من اعتقالات يؤكد لنا أن الدكتاتورية تتقدم مع التكنلوجيا بدل ان تنقرض مع المد العلمي
تحياتي لمن يؤمن بحرية الكلمة
[...]سبق للصديق بروميثيوس أنْ كتبَ تدوينة بعنوان الكتابة بين الاسم الحقيقي والمستعار تناول فيها أبعادَ هذا الأمر وعواقبَهُ، مُنطلِقا من قضيّة القبض على رباح القويعي أحد كتّاب المنتديات[...]
شكرا لك يا صديقي، وأجد ان ما كتبته واقعي بل ومقنع جدا. المشكلة هي كما ذكرت انت تماما ان التخفي في العالم الافتراضي لم يعد ميزة، فالحكومات العربية نجحت كثيرا من خلال وسائل المراقبة والتكنولوجيا المتطورة في احتواء الانترنت وحولتها بالتالي الى اداة للقمع وترهيب الخصوم.
مودتي لك.
أخي جحا.كم سررت كثيرا بمرورك وتعليقك على مدونتي المتواضعة( كلمات عابرة)، وقد سعدت أكثر باطلاعي على مدونتك الشجاعة.
حقيقة لقد أثارني عنوان مدونتك، وهذا الاختيار منك أعده من السهل الممتنع، وقد اختزلت فيه حقيقة الشعوب العربية المغلوبة على أمرها حتى النخاع في كل الأزمنة والأمكنة العربية، ومن المحيط إلى الخليج.
أخوك عبد اللطيف المصدق:
http://www.maktoobblog.com/abourim03
رغم ان لكا منا اسم مستعار ورغم انى اخترت لنفسى اسم لمدونتى وهو egyptimes الا اننى اعتقد ان من حق رواد المدونات علينا ان يعرفوا ولو شيء بسيط عن اصحابها حتى يعلموا النطلقات الفكريه لكل منا ومرجعيته الثقافيه وحضارته التى ينتسب اليها حتى يستطيعوا الحكم على ما نكتب واعتقد انك توافقنى الرأى فهناك تيارات فكريه كثيره دفعها البحث عن الحرية الى المدونات وغالبا ما يجمعنا موقف او اتجاه ولمن يظل لكل منا ايدولوجياته ومنابعه الفكريه ومرجعياته الثقافيه ومن حق القارىء معرفه ولو شىء بسيط عنها وبالمناسبه اخى اكريم انا لم احزف تعليقك من مدونتى ويمكنك التأكد من ذلك بنفسك وفى النهاية اقول دائما مصر بكرة احسن
إلى الحائر
أنا معك في فكرة أن تتحدث عن سر اختيارك لاسم مدونتك.. أما المعنى السلبي لدى الآخرين فلا تعره انتباها، لأن الحيرة صفة إيجابية ولا يتحلى بها إلى الإنسان المتيقظ والطموح.. وهؤلاء الآخرون فهم في سبات عميق..
مع تحياتي لك
جُحَا.كُمْ
--------
إلى المرتاح في صراحته
أنا متشوق لصدور كتابك هذا ولن أسألك عن محتواه لأن الصبر كريم..
مع مودتي
جُحَا.كُمْ
--------
إلى بروميثيوس
لا شكر على واجب النزاهة يا صديقي، و لا تنسى أنك مرجعية تدوينية مهمة بالنسبة إلى جُحَا.كُمْ الهائم في هذا العالم الافتراضي
مع المودة
جُحَا.كُمْ
--------
إلى عبد اللطيف
أشكرك على رد الزيارة وعلى إطراءك الذي لا بد أن يحرج أي إنسان يسعى إلى ما هو أفضل..
مع تحياتي الحارة
جُحَا.كُمْ
--------
إلى هاني
لقد أثرت موضوعا مهما جدّا وهو موقع المدون داخل الرقعة الفكرية العامة أي بتعبير آخر داخل المسار التاريخي الذي يعيشه.. وهل من حقه أن يُغيّب نفسه ويتوارى خلف اسم مستعار، حارما قارئه من معرفته كائنا وفكرا.. قد أتناول هذا الأمر مستقبلا مع الاستفادة من مساهمتك إن رغبت..
مع مودتي
جُحَا.كُمْ
إرسال تعليق