2006-11-09

يا أهالي الدِّجيل وماذا عن بيت حانون؟


نِلتم ما طلبتم: الحكم بالإعدام على صدام الذي قتل منكم أناساً وجَرَفَ بساتينكم.. ها هي "غيوم ‏الخريف" التي أرسلها أولمرت إلى غزّة قد جرفت هي أيضًا بساتين وهدمت بيوتا وحصدت أرواحا ‏بريئة بالعشرات.. فَعَلَهَا بالأمس صدام لأنّ نيرانا أُطلقت باتجاه موكبه من أجل اغتياله، وفَعَلَها اليوم ‏أولمرت لأن نيرانا أُطلقت باتجاه مستوطنات.ولم تقتل أحدا. ما الفرق؟ صحيح أنّه ليست المرة ‏الأولى التي يتعرض فيها الفلسطينيون لِمثل هذه الإبادة وأنّكم رُبّما نزلتم في عهد صدام أو في عهود ‏مَن سبقه للشارع استنكارا لذبح الفلسطينيين.. لكنها المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أن حُكِم ‏على صدام بالإعدام ونزلتم إلى الشارع تهليلا بهذا الحُكم.. ‏
السؤال: لماذا لا تنزلوا إلى الشارع وتدينوا ما يفعله أولمرت؟ ألستم الآن أحرارا بعد أن جاءكم بوش ‏بالحرية على طبق من "منّ السلوى"، وبالتالي آنَ لكم أن تتمتعوا بهذه الحرية بالطول وبالعرض؟ ‏ممن تخافون الآن؟ إذا كنتم تبحثون عن تعاطف العرب والعالم معكم فيما عشتموه، فلماذا لا ‏تتعاطفون أنتم مع من يتعرض مثلكم لنفس المصير؟ أليس الظلم هو الظلم في أي مكان كان وفي أي ‏زمان كان وضدّ أيّ إنسان كان؟ أما إذا تعتبرون أنفسكم –على غرار اليهود- أنّ لا مصيبة إلا ‏مصيبتكم ولا تجريف وقتل إلا الذي ألمَّ بكم، آنذاك اسمحوا لي أن أقول: فلتذهبوا أنتم وصدام ‏ومعاونيه ومن حاكمهم من القضاة إلى الجحيم وبِئْسَ المصير.‏
جُحَا.كُمْ
تحديث: حال نشر هذه التدوينة، تلقيت مكالمة من صديق، تساءل لماذا أهالي الدّجيل بالذات؟ فقلت ‏له: لأنهم ومنذ سنة صاروا أشهر أهالي في العالم هذا العالم الذي تابع قضيتهم على مدى عام وعلى ‏كذا جلسات.. من أجلهم حُكم على صدام الذي شُنّت بسببه حربٌ ضروس على العراق.. وبالتالي ‏فأي تحرك من أهالي الدّجيل سيجلب الأنظار.. ونزولهم للشارع الذي مازالت فرصَتُهُ قائمة سيكون ‏بمثابة رسالة موجهة إلى بوش، تقول: مثلما أنقذتنا من صدام الذي قتلنا، أنقذ الفلسطينيين من أولمرت ‏الذي يقتلهم.. لا أكثر ولا أقل.‏

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

موش فاهمين يعني انت عاوز العراقيين يطلعوا ف مظاهرات و همه معرضين للخطر اليومي ؟ ايه لازمتها المظاهرات بتاعتهم في وقت الازمة؟ ها تحل مشاكل فلسطين؟ وهل لو ماطلعتش مظاهرات ف العراق بالذات عشان فلسطين ما ينفعشي مظاهرات في عواصم تانية اكتر امان؟ وبعدين يا اخي همه احرار اهالي الدجيل يطلعوا في مظاهرات يعملوا وقفة صامتة ، انت اطلع الاول في مظاهرة و مالكش دعوة بيهم
فيهم اللي مكفيهم
سيبوا العراقيين ف حالهم بقى و ارحموهم يا ناس

layal يقول...

الفرق بين الدجيل وبين حانون واضح
فخزائن الذهب الاسود قادره علي ان تجري بوش الي اخر العالم
ولتذهب بيت حانون الي الجحيم
من يهتم ؟؟؟

جُحَا.كُمْ يقول...

إلى المجهول
فعلا التدوينة كانت موجهة لأمثالك لأن أكثرية العرب يشاطرون مضمونها الذي لم تفهمه كما تقول في بداية تعليقك.. وسواء كنتَ مصريا أم لا (بحكم استعمالك للهجة المصرية) فإن منطقك هو منطق صنف من العراقيين أفرزهم العصر العراقي البوشي البرايمري المالكي الجلبي غير الحكيم.. الصنف الذي يتحدث عن ضرورة أن يترك العربُ شعبَ العراق وشأنه ولا تسمع منهم البتة أن يترك الأمريكان هذا الشعب وشأنه.. أن يتدخّل بوش في العراق ما عليش، أن يبدي عربي رأيه في العراق فهذا في عرفك، تدخل.. الفلسطينيون، وهم تحت الاحتلال والرصاص والحصار، تظاهروا من أجل العراق.. وأهالي الدجيل حيث لم نسمع بأي تفخيخ أو انفجار، ينعمون بالأمان ويتظاهرون فرحا بحكم الإعدام على صدام، فعن أي فقدان أمن في الدجيل تتحدث ؟
تعليق من هذا النوع ضروري لكي يمنح هذه التدوينة فعالية، حتى ولو كان هذا التعليق ضحلا وساذجا ومغلوطا ومغالِطا.. وتعليقك هو من هذا الصنف.
جُحَا.كُمْ
----------

إلى ليال
البركة فيك أيضا في أن تساهمي في إنارة الطريق أمام فاقدي البصيرة (ولا أقول البصر لأن الفرق شاسع بينهما، وكم من كفيف يرى أفضل من ملايين المبصرين بأحداقهم لا بقلوبهم وعقولهم) أمثال المجاهيل من النوع الذي سبق وأتحفنا بتعليقه المضجك/المبكي..
مع مودتي لكِ
جُحَا.كُمْ

بعدك على بالى يقول...

أولمرت ياعزيزى لايفهم ولا يجيد الا القتل، وحكامنا لايعرفون الا الموت على أسفلت السلطة، ونحن - الشعوب - يبدو انهم اختاروا التيه قهرا- عمدا- سهوا لااعرف..

بدأت اؤمن أننا سنرحل قبل أن نرى نور الحرية ..الخلاص،، التوحد و.. ربما أجيال أخرى غيرنا، أجيال لديها القدرة على رفض الاستكانة والخنوع،،

تحياتى دائما وابدا

بعدك على بالى يقول...

http://www.globalvoicesonline.org/2006/11/09/arabisc-egyptian-blogger-arrested-while-arab-bloggers-debate-unity-issues/


جلوباس فويز اشارت للمرصد ولمدونتك ده اللينك

تحياتى

جُحَا.كُمْ يقول...

بعدك على بالي
"ونحن - الشعوب - يبدو انهم اختاروا التيه قهرا- عمدا- سهوا لااعرف" ولا أنا أيضا
"بدأت اؤمن أننا سنرحل قبل أن نرى نور الحرية" سبق لي أن آمنت منذ زمان بذلك. "ربما أجيال أخرى غيرنا، أجيال لديها القدرة على رفض الاستكانة والخنوع" هذا مؤكد
ومؤكد أيضا أنك قارئة متأملة ومتألمة، للتاريخ، وهنا مكمن الداء الذي ينخر عظامنا..
سلمتِ دائما وأبدا
مع الشكر على الرابط
جُحَا.كُمْ

جُحَا.كُمْ يقول...

Jetama يقول...

هناك فرق كبير بين الوضعين
أولمرت يضرب على أساس ضرب أعداء له وليس كصدام الذي وجه سلاحه لمن يفترض انهم ابناء شعبه

وبصراحة أكثر أقول وعندي بعض من الثقة أن هناك حساسية خلقها صدام وجعلها تعشعش في قلوب ابناء العراق من الشعب الفلسطيني
مع ان الاطفال لا ذنب لهم في كلا الشعبين