2007-01-05

جُحَاكِيَات سريعة 15‏

غزة تنتحر ورام الله مستباحة
من تابع أحداث هذا الأربعاء على الساحة الفلسطينية لا يمكن إلا أن يشتاط غضبا أو يذوي ‏حزنا أو يقرر محو قضية فلسطين من ذاكرته، هذا إن استطاع.. وإلا فكيف يتقاتل ‏الفلسطينيون في مكان ما على سُلطة هي في الواقع سَلَطَة (بفتح السين واللام) في صحن ‏إسرائيلي ملقى في القمامة بسبب التعفن.. وما يزيد في الطين تعفنا، هو استقبال مبارك ‏لأولمرت في ماخور السياسة العربية الذي اسمه شرم الشيخ... بينما تستبيح دبابات وجرافات ‏هذا الزائر شوارع رام الله وساحاتها ودم مواطنيها وممتلكاتهم من سيارات وواجهات ‏محلات وعربيات فواكه وخضار ... فأي سُلطة بعد ذلك وأي سَلَطَة؟

صدقتِ يا شيهان
سيدني شيهان الأم الأمريكية التي قُتِل ابنها في العراق قبل عامين والتي دعت مؤخرا الحكومة الكندية لاستقبال الجنود الأمريكيين الذين يفرون من الخدمة في العراق، فاجأت جُحَا.كُمْ وهي تتحدث إلى فضائية عربية بصراحتها وذكائها حين قالت أن أحداث 11 سبتمبر لم تكن حربا وإنما هي جريمة لم يكن من الضروري شن حرب بسببها على بلد وهو أفغانستان، وإنما كان يكفي اقتفاء أثر مرتكبيها ومعاقبتهم دون غيرهم من الأبرياء. وعن إعدام صدام قالت أنها تمنت أن يكون بوش في القفص إلى جانب صدام لكي يحاكَم على قتله للعراقيين من الأبرياء الذين يفوق عددهم عددَ من قتلهم صدام...
هل هناك أبسط من هذه الحقيقة الساطعة والمرة؟

قتلى من كوكب آخر
قالت السلطات التونسية أنها قتلت 12 شخصا خطيرا (أي ناشطا إسلاميا) واعتقلت عددا ‏مماثلا منهم في مواجهات مسلحة جنوب العاصمة التونسية... لكن لماذا لا تُظهر هذه ‏السلطات هؤلاء المقتولين والموقوفين والأسلحة التي استعملوها حتى يُصدّقها الرأي العام ‏المحلي والدولي... ألا يبعث هذا التستر على استنتاجات من نوع آخر: أن يكون العدد أقل ‏بقليل أو أكثر بكثير (على الطريقة "الدجيلية") أو أن تكون القصة برمتها محض خيال والغاية ‏منها ترهيب الشارع التونسي وأيضا وفي نفس الوقت إقناع الإدارة الأمريكية بفعالية النظام ‏التونسي في محاربة ما يسمى الإرهاب؟

السقوط
مسرحية محاكمة صدام السيئة الإخراج ثم فصلُها الأخير التراجيكوميدي المتضمن لعملية ‏الإعدام القميئة نصًّا وإخراجا، ثم الإصرار على إعدام برزان وبندر ربما بنفس الأسلوب، ‏كل ذلك لا يمكن إلا أن يضُمّ حكومة المالكي إلى قائمة حكومات العالم الأكثر مسخرة... كل ‏محاولات حكومات الاحتلال المتعاقبة في جعل العراق أكثر عدلا وشفافية وتآخ سقطت ‏نهائيا مع سقوط صدام من فوهة المشنقة و لا عزاء للأمريكان..‏
تعقيب: سقوط امرأة جزائرية بشكل إرادي من الطابق الثالث في مدينة وهران، حزنا ‏واحتجاجا على شنق صدام، كان أيضا سقوطا ولكنه سقوط حر في هوة الإحباط العربي...‏

أشقاؤنا المغاربة مرة أخرى‏
تلقيت تعليقا على تدوينة "هل المغاربة دنماركيون؟" من مجهول هو في الأغلب مغربي.. ‏يلومني، لكن بلطف شديد على تسرعي في إصدار حكم متسرع حول ما نشرته مجلة ‏‏"نيشان" واعتبرته حكومة الرباط مساسا بالعقيدة... وأسعفني الزائر بصفحة من المجلة لم ‏تكن موجودة على موقع المجلة الذي لم أتصفح منه سواء ما اختزنته "غوغل"، وغايته هي ‏إقناعي بموقف الحكومة وقرارها في توقيف المجلة عن الصدور... قرأت ما جاء في ‏الصفحة ولم أجد ما يمكن أن يثنيني عن استنتاجي السابق، إما أن جُحَا.كُمْ من أصل ‏دنماركي أو أن سلطات المغرب تصطاد في الماء غير العكر... وحتى يطمئن قلب جُحَا.كُمْ ‏اضغط عزيزي الزائر على الصورة أسفله لكي تحكم بنفسك على محتوى الصفحة المذكورة، وتخبرني إن ‏أردت، بما تمليه عليك سريرتك الأصلية في تقييم النكات المغربية البريئة من أي ذنب ‏تكفيري...


جُحَا.كُمْ

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

انا مستغرب من دفاعكم المستميت عن مقتدى الصدر وعن شيعة الفرس والعراق ماهم كلهم وجهان لعلملة واحدة روافض خنازير يكرهون المسلمون السنة
الله يرحمك ياصدام حسين وجعل مثواك الجنة
لم يحترموا مشاعر المسلمون هالكفره الشيعة

غير معرف يقول...

أخي جحاكم
لست مقتنعا أن السلطات المغربية تحاكم أو تثور بسبب الإساءة إلى الدين أو رموزه سواء كانت تلك الرموز بمقام الأنبياء أو ذات الجلالة. لكنما في ظني أن هذا الأمر استخدم لتهييج الشعب ضد من تجرأ على نشر نكات عن الذات الملكية المقدسة والحكومة المغربية.
فالحكومات العربية عندنا معروفة عن أنها فاقدة لكل احترام للدين والأخلاق ولكل ما يمت لهما بسبب. بل هي بالأحرى تحارب الدين وتعاديه وتعادي كل من ينادي به، فكيف يستسيغ أن تثور لأجله ومن اجله.. ولو كانت تثور حقا للدين لثارت ضد المحتلين للمقدسات ولم يقيموا معه علاقات سرية وعلنية.
هذا أمر مفروغ منه، وأظن أن الشعوب أصبحت أكبر من أن تخدع بمثل هذه الحركات..
وبعد توضيح ذلك، أود ان اقول إن ما قرأته في تدوينتك (هل المغاربة دينماركيون؟) لم يمس كثيرا من شعوري بل رأيت أن المر أكثر من عادي وطبيعي فالشعوب تنكت على كل شيء .
أما حين قرأت هذه الزيادة التي بعث بها صاحبنا أو احد قرائك فقد غيرت رأيي.. فهي بحق تهزأ بالله ورسوله وبالدعاة إليه. وهي ولا شك مصوغة ممن يحمل أيديولوجيا مناقضة لكل هؤلاء.
أنا أتفهم أن تقال نكتة فيها ذات الجلالة (الله) ولكن دون المساس بها وتشبيهها بما يفعل البشر وبتصرفاتهم (الكاميرا الخفية) ، أو يتقمص أحدهم شخصية الله بادعاء أنه لن يعاقب من تقمص شخصية الرسول (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). هذا ابتذال مستهجن لذات الجلالة ولكل قداسة يتمتع بها الله سبحانه وتعالى في قلوب ونفوس المؤمنين به. الرموز الدينية ينبغي أن تكون بعيدة عن الابتذال سواء بالتمثيل أو التنكيت والتشبيه أو التقمص حتى تبقى قداستها وإلا فما معنى أن يكون الشيء مقدسا عندك؟
وهذه النكات المنشورة هنا لا أظن أنها نكات الشعب المغربي بل هي نكات طائفة من الذين لا يكنون لهذا الدين ورموزه أي احترام.
ولهذا فبتقديري أننا أمام حالة انتهاك لقسية الرموز الدينية مثلها مثل الرسوم الدنماركية، فالرسوم الدنماركية لم تفعل أكثر من أن صورت شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وفي رأسه قنبلة ورسوم أخرى لو رويت كنكتة لما تجاوزت هذه النكت. فلماذا إذا غضبنا على الرسوم الدينماركية؟ أم أنها كانت تحمل دلالات سياسية كاتهام الرسول بالإرهاب مثلا؟
ينبغي برأيي أن نفرق بين أن نقر بأن رغبة الحكومة في إنزال العقوبة على ناشري هذه الصحيفة وكاتبة التحقيق الصحفي ليس بسبب التجدي على المقدسات الدينينة بل المقدسات السياسية، ولكن بمنأى عن ذلك إذا قيمنا النكات المنشورة هنا (في الصورة المرفقة) لا شك أننا ستحكم عليها بأنها غير صالحة للنشر في مجتمع يدين بالإسلام. وأن ناشريها وكاتبيها وإن لم يكونوا من مؤلفيها يتحملون وزر النشر. فالذي يقوم بتصوير فيلم دعاري والذي يسوق الفيلم في النهاية يتحملان نفس الوزر.
هذا رأيي باختصار!!

جُحَا.كُمْ يقول...

أيها المجهول
أنت تعلق هنا على التدوينة السابقة.. لا يهم... لكن أراك متحاملا إلى حد أنك جعلتني من أشد المدافعين عن مقتدى، فأين قرأت ذلك في جُحَا.كُمْ؟.. على أية حال خطابك الطائفي المتداخل بشكل غريب مع العلمانية الصدامية لا يستحق الرد لكونه صدى للموجة الطائفية الجديدة التي أفرزتها حرب العراق وإعدام صدام... فآت بما هو أنفع.
جُحَا.كُمْ
------

إلى الأمين العزيز
فعلا عرضتُ صفحة المجلة الت تلقيتها لكي أستفيد من الآراء المختلفة حولها ومن ضمنها رأيك الذي احترمه مع أني لا أذهب إلى ما ذهبت إليه... وقد أكون مخطئا، لا أدري... الشيء الذي أعرفه هو أن هذا النوع من النكات رائج في كثير من المدن والقرى العربية، وما ورد في الصفحة المعروضة إنما هو أمثلة على ما تمت الاشارة إليه في سياق مقال نيشان... أما الفارق الأساسي الذي أراه بين الرسوم الدنماركية وتحقيق نيشان، هو أن الرسوم انجاز شخصي ومقصود ومغرض عقائديا وسياسيا، أما التحقيق المغربي فهو عمل توثيقي لحقيقة اجتماعية معاشة في شكل من الأدب الشعبي الأشبه بأدب الكدية في العصر العباسي، ولو تم نشره قبل قضية الرسوم لما أثار كل هذا الغبار... جُحَا.كُمْ ليس مغربيا ولكن ما سمعه صغيرا في بلده من طرف الكثير من المؤمنين حول كثير من القصص الطريفة من هذا النوع والتي لم تكن تثير حفيظة أحد، يجعله أكثر تسامحا مع هذا الجهد الذي بدا وكأنه باطل أًريد به حق... على أية حال الاهتمام العربي الضعيف بهذ القضية، يطمئنني قليلا لكونها ربما في نظرهم زوبعة في فنجان مغربي لا نحتاج إلى تحويلها إلى تسونامي دنماركي... الشيء الذي قد يُلهينا عن الحرائق المشتعلة في ثيابنا من كركوك إلى بيدوا وعن هزاتنا الشعبية من بيروت إلى نواق الشط... عزيزي احترم فيك هذا الغيرة الصادقة على الذات العليا وعلى رسولها الأكرم، لكن أنا على يقين أن صدرك أوسع وذهنك أثقب من أن تنزلق لا سمح الله في موقف تكفيري كما أني على يقين من أن مغاربة نيشان أبعد من أن ينحدروا من سلالة صحفية دنماركية... وها أنا أنشر هذا التعقيب في وقت واحد في جُحَا.كُمْ وفي خرابيشي
...
مع مودتي الدائمة
جُحَا.كُمْ