قِمَّةُ الأُمِّية والمَخَاوِف
رُبْعُ قَرْنٍ بالتَّمام والكمال، مَرَّ على قِيَام هذا الصَّرْح المَهِيب الذي اسمُه مجلس التهاون، عفواً التعاون الخليجي. والنتيجة ؟ هي لدَى سُمُوِّه الخليفة بن زايد آل نهيان الذي اعترفَ في كلمة افتتاح قِمّة المجلس الحالية بأنَّ النتيجة لا تَرْقَى إلى مُستوى الطُّموحات.. وعلى فِكرة، اكتشفَ جُحَا.كُمْ أنَّ الخليفة بن زايد، هو من سُلالة الملك السعودي عبد الله وليْسَ مِن والدِهِ (رَجُلُ الخليج الوحيد الّذي يستحق التخليدَ والذِّكرَ الطَّيب)، والسَّبَبُ هو وَجْهُ التَّشَابُهِ الكبير في طريقة النُّطْق باللغة العربية المُفْتَرَض أنّها اللغة الأُم، بين العاهل السعودي والعاهل الإماراتي.. لا يعْترفُ سُموُّه لاَ بالنَّحو ولاَ بالصَّرْف، فَضْلاً عن التَّهَجِي الذي يتميَّز بِهِ أُمِّيُو أُمَّتِنَا الهامِدَة (و لا أدْري كيْف هذا الأمير وذاك الملك، يستطيعان قراءةَ آياتِ القرآن الكريم وهُما يُؤَدِّيان شعائِرَ الصلاة، والله غفورٌ على أيةَّ حال)..لا أفهمُ ماذا كانَ المانعُ مِنْ أنْ يُكَرِّسَا كِلاَهُما علَى مدَى الرُّبع القرْن المُنقضي بعْضَ الوقت لِتَقْوية لُغَتِهم الأم، قراءةً ونطقاً، نحواً وصرفاً، أَلَمْ يَجِدَا مُدَرِّسين أمْ هِي قِلَّةُ ما في اليد؟ أمْ يا تُرَى قِلَّة ما في الدِّماغ؟ لماذا كلُّ هذا الانحطاط؟. إذَا كانت هذهِ حالَةُ قادَةِ الخليج اللُغوية، فكيفَ تكونُ حالةَ الخليج السياسية والاقتصادية؟ نفس الشَّيء: إِنْشاءُ العُمْلة المُوَحَّدَة تأجَّلَ إلى سنينٍ طويلة أخرى قادمة، رُبَّما انتظاراً للعُمْلة الإسرائيلية الشيكل! حتَّى يسودَ تَدَاوُلُها في الخليج (مع العِلم أنَّ تصريف الشيكل في مكة المكرمة صارَ ممكناً، راجِعْ الصَّرافين هُناك وَسَتَرَى).. موضوعُ العمالة الأجنبية في الخليج تأجَّلَ هو الآخر بسببِ الاختلافات في الرأي (ولا أفهم على ماذا هم مختلفون).. أمَّا سياسياً، فقد استجابَ قادةُ الخليج الأشاوس لرغبة البيت الأبيض في أن تتناولَ قِمَّتُهم المُسَّماة قِمّة فهد (وبالفعل فهي قمة تأبين ككل قمم العرب) موضوعَ إيران النووي وكأنه الخطر الأساسي الوحيد الذي يُهدِّد العرب..كثيرةٌ هي البضائع المُستوردة في منطقة الخليج، ولكن أن يصلَ الأمرُ إلى استيرادِ المَخاوِفِ.. مخاوفِ مَنْ؟ مخاوف الآخرين.. مِمَّنْ؟ مِنَّا نحن.. فهذا مَا يَدفَعُ جُحَا.كُمْ إلى إِنْهاء هذهِ السُّطور، لِكَيْ ينخرِطَ في نَوْبةِ ضَحِكٍ حتَّى لا ينفجرَ مِنْ شِدَّةِ القَهْر..إلى اللقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق