هنيئا يا فتح
هنيئا لكِ يا فتح بهذه الهزيمة الانتخابية التي هي في الحقيقة نصرٌ ديمقراطيٌ لكِ. وعلى عكْس بعض الحركات الثورية العربية والحزبية التي استماتَتْ على الإمساكِ بالسلطة قبلَ وبعْد التحرير ومِنْها مثَلا جبهة التحرير الجزائرية وحزب الاستقلال المغربي والحزب الدستوري التونسي، ها أنتِ قبل التحرير والاستقلال، تقبلين الهزيمةَ أمامَ شريكٍ نِضَاليٍ لا يفوقُكِ شرعيةً تاريخية. فأنتِ أعْرَقَ مِن أن يَطْمَسَ أيّةُ مصيرٍ سياسيٍ مَسارَكِ النضالي الذي يعرِفُهُ الجميع. كثيرون هم الذين يعرفون كيف كنْتِ بقيادة الراحل عرفات في زمان جمهورية الفاكهاني في بيروت على مدى السبعينيات، تتعاملين مع مختلف الفصائل الفلسطينية الأخرى المعارِضة في أكثريتها لبرنامجكِ ولسياستِكِ. لمَّا كانت تلك الفصائلُ تُخَوِّنُكِ وتُعارضك وبالسلاح أحيانا، كنتِ أنتِ تُؤَمِّنِين لها الحمايةَ والخبزَ والخُضار واللحْمَ والسَّجائر. وكان "الخِتْيار" (عرفات) بمثابة الأب للجميع.. رحَلَ عرفات وبقيت أنتِ، إلى أن شاءت الإرادةُ الفلسطينية الراهنة نَقْلَ مِشْعل النِّضال السياسي إلى يدِ خالد مشعل.. عسَى أن تُتَرْجمي هذه الهزيمة الانتخابية إلى رصيدٍ ديمقراطي، على الأقل تكريماً للمناضل الراحل أبو عمار وكذلك للشهيد الشيخ ياسين الذي دفَعَ ثمنَ نِضالِهِ مُسْبقا.. وألاَّ يَقْبَلَ خالد مشعل نَزْع سلاحَ حركتِهِ، أسوةً بعرفات الذي لوْلاَ قَوْله ذات يومٍ أمامَ العالَم أنّهُ مُمْسِكٌ بالبندقية وبِغُصْنِ الزيتون، لَمَا قبِل العالَم أنْ تكونَ منظمة التحرير ممثلا للشعب الفلسطيني..
هنيئاً لكِ مرّة أخرى وهنيئا لحماس التي دَخَلَت هي الأُخرى تاريخَ فلسطين من بابِهِ الواسع..
جُحَا.كُمْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق