2006-03-24

التقرير الأممي والانتحار الجماعي

من آخر أهم قراءات جُحَا.كُمْ تقرير صحفي شيق حول تقرير أممي غير شيق يتناول حالة العرب بي شعوب الأرض من حيث التنمية.. و لا أدري ماذا ينتظر الحكام العرب لكي يقدموا استقالاتهم جماعيا ليس فقط من السلطة وإنما أيضا من الحياة!. أي أن ينتحروا جماعيا في قمة عربية طارئة أو دورية، خصوصا وأن قمة الخرطوم على الأبواب.. وبذلك يموتون كشهداء للأمة المنكوبة. أما طريقة انتحارهم فلن تكون صعبة ولن يحتاجوا إلى متفجرات أو أحزمة ناسفة بل يكفيهم "منسف" كبير وعليه ما لذّ وطاب من لحم طيور مصابة بالأنفلونزا، يتحلّقون حوله ليأكلوا بنهمٍ يُشبه نَهَمَهُم للثرثرة والسباب والكلام الفارغ.. وإليكم التقرير حول هذا التقرير، عسى أن تعلموا بما جناه حكامكم عليكم وما جنيتم على أحد..
جُحَا.كُمْ

العالم العربي في تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية
في التقرير الأخير الذي صدر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية تطرق التقرير للوضع التنموي في العالم العربي ككل على مستويات مختلفة. ويكفي للمرء أن يطلع على الأرقام حتى يعي مدى عمق الهوة التي تتواجد فيها هذه المنطقة من العالم. واليكم بعض هذه الأرقام وهي غيض من فيض.
يقول التقرير إن العالم العربي الذي يبلغ عدد سكانه حوالي مائتين وثمانين مليون نسمة يشكل خمسة بالمائة من مجموع سكان العالم وتحتل فيه فئة الأعمار الشابة أكثر من ثمانية وثلاثين بالمائة. فماذا تقدم الأنظمة العربية لمواطنيها من أسباب العيش الكريم ؟
الجواب على هذا السؤال يستنبط من نتائج قراءة هذا التقرير
يؤكد التقرير أن زيادة نسبة الدخل خلال العشرين سنة الماضية كانت من اقل النسب في العالم إذ لم تتعد النصف بالمائة أي أن النسبة كانت حوالي عشرة بالمائة خلال عشرين عاما. وعلى مستوى الخدمات الصحية فان العالم العربي يشكو من فروقات خطيرة من دولة إلى أخرى ومن طبقة إلى أخرى ومن مناطق المدن إلى المناطق الريفية .
وفي مجال التعليم فما زالت المنطقة العربية تعاني من أمية متفشية إذ مازال هناك اكثر من خمسة وستين مليون أمي وهناك عشرة ملايين طفل لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس أما التعليم العالي فهو محصور في شريحة لا تتعدى نسبتها ثلاثة عشر بالمائة من مجموع السكان.
وفيما يخص مجال الترجمة الذي يعتبر عنصرا أساسيا في عامل التنوير والنهضة يؤكد التقرير بعد دراسة مستفيضة أن العرب ومنذ خلافة المأمون في القرن الثامن إلى الآن أي منذ ألف ومائتي عام لم يتم ترجمة سوى مئة ألف كتاب هذا العدد من الكتب يتم ترجمته خلال عام واحد في اسبانيا مثلا في حين لا يترجم العالم العربي ككل في العام سوى ثلاثمائة كتاب فقط لا غير.
وإذا سألتم عن مستوى الحياة فكل شخص من اصل خمسة أشخاص من العرب يعيش على دولارين فقط باليوم أما البطالة فهي تضرب نسبة خمسة عشر بالمائة من اليد العاملة العربية ومن هنا تأتي رغبة أكثر من نصف الطبقة الشابة بالهجرة إلى أي مكان حتى ولو كان المجهول هربا من هذه الأوضاع.
أمّا الأسباب لكل هذه الفواجع فيعزوها التقرير إلى انعدام الحريات ولعدم المشاركة الفعلية للمرأة في المجتمع ولعدم الاستثمار في مجالات البحث العلمية المختلفة وبالطبع إلى سوء استغلال الثروة.

ليست هناك تعليقات: