2006-03-12

من أرشيف الذاكرة القريبة

حِرْصاً على رتق الذاكرة العربية المثقوبة وعملا بالقول "ذكِّرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين" من العرب النائمين، سيعمل جُحَا.كُمْ من حين لآخر وتحت هذا الباب "من أرشيف الذاكرة القريبة"، على إفادتكم بقراءة ما يستحق القراءة مرة ثانية (لمن سبق أن قرأ) مما سبق أن نُشِرَ هنا وهناك من نصوص ذات أهمية قصوى أو دلالة بالغة أو طرافة لافتة.. وإليكم هذا المقال الجريء بقلـم محمـود شنب، نُشر بعد نحو أسبوعين من سقوط بغداد:

لابد من تنحية مبارك
بعد تدمير العراق، والالتفات إلى سوريا ـ أصبح تغيير مبارك أمرًا مُـلحًا لا يقبل التأجيل. . لقد صبرنا عليه أكثر من 22 عامًا ولم نتعجل عليه في حكمنا هذا، فقد تركناه يحكم طويلاً ولم نجد له عزمًا. . إنه من الطراز الذي لم نعرف لصمته نهاية، ولم نعرف لتنازلاته حدود، ولا ندرى إلى أي مدى يمكن أن يورطنا أكثر من ذلك !! هل نصمت ونصبر على أن نصحو ذات يوم لنجد الأعداء فوق رؤوسنا ؟!!
إن من يدافع عن مصـر لابد أن يدافع عنها من العراق وفلسطين وسوريا والسودان ولبنان وكل الدول العربية التي تشكل جسد الأمة الكامل. لا يمكن أن ندافع عن مصـر بعيدًا عن الوطن العربي. . كما لا يمكن أن ندافع عن مصـر من القاهرة. ..
لابد أن أحمى وجودي بحماية وجود كل الدول العربية من أقصاها إلى أدناها، ولن يفيد التقوقع وترك الكلاب تنهش في أطراف الأمة متصورًا أننا في مأمن. .. لقد تركوا أطراف الأمة الإسلامية ووصلوا إلى القلب، فكيف ندعى الحكمة والتعقل وقد وصلت الأمور إلى احتلال بغداد ؟!!
ليس في الأمر أي حكمة ولا أدنىَ تعقل. .. إن ما نراه اليوم من حكامنا العرب وعلى رأسهم الرئيس مبارك ما هي إلا عملية هروب جماعي من المسئولية وتبرير لعجز قائم وعدم قدرة على حماية أمننا الوطني.
إن لكل حاكم في العالم خطوط حمراء يضعها لحماية بلاده، ولا يوجد لدينا شاهد واحد لخطوط حمراء وضعها النظام لحماية أمننا القومي ـ سواء كان ذلك داخليًا أو خارجيًا. ونحن في مصـر ـ على وجه الخصوص ـ لم نشاهد للرئيس مبارك أي خطوط حمراء إلا تلك الخطوط التي تحيط بمملكته من كل جانب، ولم يعد يهمه بعد ذلك أي شيء حتى لو وصل الخطر إلى مداخل القاهرة !!
عندها. .. ماذا نفعل بالرئيس. . وأين سنجده ؟!!
لقد فعلها السادات من قبلك يا مبارك. . ورحل. .. والأمة الآن هي التي تدفع الثمن. لقد أقلت "الجوهري" ذات يوم لفشله في إدارة لعبة كرة القدم ـ فكيف لنا ألا نطالبك بالتنحي وقد فشلت في حمايتنا وحماية أمننا القومي ؟!!
إن كل الدلائل والحقائق تشير إلى أنك بت معزولاً عما يحدث، ومعزولاً حتى عن الشعب، وأصبحت لا تتحرك إلا من خلال حسابات دقيقة تفرضها أجهزة الأمن التي تحيطك من كل جانب داخل دائرة مغلقة وضيقة تجعلك لا تشاهد ما نشاهد. لم تعد تزور أي من محافظات مصـر، ولم نعد نشاهدك تتجول في شوارعنا ولا تحضر أي صلاة جامعة ـ حتى صلاة العيد ـ أصبح أمرًا مألوفـًا تأديتها في شرم الشيخ أو الجيش الثالث الميداني، ولا يمكن اعتبار لفاءاتك بأعضاء الحزب الوطني أو طلبة الجامعات ـ ممن يختارهم الأمن ـ بأنها لقاءات جماهيرية. .. إنها دليل ضعف وليست دليل قوة ودليل رعب وليست دليل أمن.
لقد رضيت ـ طيلة سنوات حكمك ـ أن يكون العقد الذي يربطنا بك هو عقد خوف وريبة يمثله قانون الطوارئ الذي لا نعرف له نهاية والذي لا يليق بنا كشعب من أقدم شعوب الأرض، ولا يليق بك كحاكم حكمت البلاد لأكثر من 22 عامًا دون أن تتوصل إلى صيغة جديدة تجعل ما بيننا وبينك نوع من الثقة والمودة والفهم.
لقد خسر العالم العربي كله خسارة كبيرة من يوم أن خرجت مصر من الصراع، وأصبحت الدول من حولنا تتهاوى دولة وراء دولة ونحن نتفرج !! خسرنا العراق وفلسطين وكل دول الخليج وفى الطريق السودان وسوريا. .
وإذا كانت اتفاقية السلام التي تربطنا بإسرائيل هي التي تعوقنا عن الحركة وهى السبب في كل ما نحن فيه من كوارث دينية ووطنية وصحية وتعليمية واقتصادية ـ فملعونة تلك المعاهدة التي نسجها الشيطان الأمريكي بعناية، ووقعها "المعتوه" المصري ببلاهة، ورقص عليها الخنزير الصهيوني بمهارة. . ملعونة تلك المعاهدة التي أتت علينا من القواعد وفككت أواصر الأمة وحولت مصر الرسمية إلى معاول هدم أمريكية وجعلتها ـ بالمعنى الحرفي ـ مقرًا دائمًا للترويض والتخويف والترهيب لكل دول المنطقة !!
يقول محمود رياض في مذكراته : ( لقد حطمت مصـر الأمن القومي العربي باتفاقية كامب ديفيد ) وهذا صحيح. .
لقد كان لمصر دورها الوطني الذي كان يميزها عن غيرها منذ فجر التاريخ إلى أن انتقل الحكم فيها من الصعيد إلى المنوفية فتغيرت قدرة مصـر على الحركة والتأثير ولم تعد تلك الدولة التي عاشت العمر قائدة ورائدة بعدما تصادمت المصالح العربية والوطنية مع مصالح إسرائيل التي تضمنها تلك الاتفاقية. لقد أصبحت مصـر كالكتاب المفتوح والمفضوح دون الحاجة إلى قرارات من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو إيفاد فرق تفتيش دولية كالتي أذلت العراق.
تغيرت مناهجنا وأهدافنا واُخُـترق أمننا القومي على يد "آل مصراتي" و"عزام عزام" وسعد الدين إبراهيم وغيرهم بالمئات. . دون أن نحرك ساكن.
لقد ألقتنا اتفاقية السلام مع إسرائيل في حوض من الأحماض المذيبة للشخصية والمعالم دون أن نجنى أى مكاسب حقيقية من وراء هذا السلام الزائف، وسيناء التي يتغنون بعودتها صباح مساء باتت في ظل هذه الاتفاقية عبئـًا على البلاد وليست مكسبًا لها بسبب عودتها منقوصة السيادة ومنزوعة السلاح وهذا أمر يدعو للحسرة والألم فتعميرها صار مغامرة لأننا لا نملك حمايتها، وتركها يعنى كارثة تجعلنا نتساءل : ما فائدة عودتها ؟!!
والمتابع لما يجرى يجد أن إسرائيل في كل فترة تهددنا بإعادة احتلال سيناء خلال 48 ساعة دون أن تنطق القيادة بكلمة لشعورها بحقيقة التهديد !! إذاً : أين المكسب الحقيقي من وراء هذه الاتفاقية ـ اتفاقية "الإذلال" ؟!!
إن الحاصل الفعلي هو أننا كدولة استمرئنا الصمت، وألفنا برود المشاعر الوطنية، وفقدنا الاتجاه القومي والوطني وأصبحنا مكبلين وتابعين ـ ليست لنا قدرة على الحركة أو استقلالية المواقف سعداء بشماعة السلام التي نعلق عليها كل حين هوان المواقف ومواضع العار وكل الأفعال المشينة والقبيحة. ..
لقد حوصرنا ـ كشعب ـ بين ما يفرضه علينا ديننا وعروبتنا وبين ما تفرضه علينا مواقفنا الرسمية المخزية التي جعلتنا في الحضيض، ومن أجل ذلك كان قانون الطوارئ الذي لم يفارقنا لحظة وكانت الاعتقالات والسجون والمحاكم العسكرية وقمع الحريات وتجريم المظاهرات وكثرة الإفساد والفساد ونشاط نوع قذر من المثقفين أعضاء الطابور الخامس الذي كثيرًا ما يُحذرنا في كل فترة من عواقب طرد السفير ـ حتى لا يكون ذلك إعلان حرب، أو مساعدة الفلسطينيين ـ حتى لا نخل باتفاقيات السلام، أو التصدي ليوسف والى حتى لا نعوق التطبيع، أو المشاركة في أي تجمع عربي حتى لا نهدد أمن إسرائيل، واختصروا كل ذلك في شعار يقول "مصـر أولاً" وكأنهم يريدوننا دولة منعزلة ومتقوقعة تأكلها "ديدان" العزلة من كل جانب، وينخرها "سوس" الخوف من كل غاصب، وأصبحنا نكون حيثما تكون أمريكا حاملين زكائب الخير والشر لنساعد من ترضى عنه ونحاصر من تغضب عليه دون أن نسأل أين مصالحنا أو أخلاقنا أو أين الله !!
لقد استعصت مصـر كثيرًا على أمريكا إلى أن سلمها السادات ـ لا سلمه الله ـ تشطيب مفتاح، وعندما حدث ذلك وضعت أمريكا من الأسس والثوابت ما يمكنها من امتلاك مصـر لأبعد مدىَ ممكن، ووضعت من أساليب الاحتلال الاقتصادي ما لا يخطر على قلب بشر ـ فالغنيمة كنز والمكاسب لا تعد ولا تحصى.
يقول "بول كينيدى" في كتاب الدول المحورية : ( إن غاية أمريكا من علاقتها بمصـر تنحصر في ثلاثة أهداف :
الأول : إبرام السلام مع إسرائيل، والثاني : جر الدول العربية لعقد سلام مماثل مع إسرائيل، والثالث : أن تصبح مصـر قنطرة ومدخلاً للتواجد الأمريكي في الخليج ) .
لقد قامت أمريكا بعد امتلاك مصـر بتوزيع الأدوار ـ دون ظهور ـ في كل مؤسسات الدولة، وأوكلت لجيش من الوزراء مهمة تدمير مصـر داخليًا وإفساد كل ما يمكن إفساده من أخلاق وقيم وإعلام وتعليم وصحة وزراعة وصناعة والتوسع في نشر الأمراض السرطانية، ووضعت على رأس تلك المجموعة يوسف والى ـ وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء الدائم الذي لا يتغير مع أي وزارة منذ استلم مبارك الحكم، ثم وضعت على المستوى الخارجي الرئيس مبارك شخصيًا وأصبح هو المسئول عن علاقة مصـر بالدول العربية والإسلامية بالطريقة التي تريدها أمريكا، فانتقلت السياسة الخارجية من أسوأ إلى أسوأ، واستـُدرجت البلاد ـ بذكاء أمريكي ـ إلى أن وصلت بطريقة الخطوة خطوة إلى سياسيات وعلاقات دولية لا يمكن تصورها أو تخيلها بعدما اختصرت مصـر العالم كله في رضا دولتين لا ثالث لهما : أمريكا وإسرائيل، وأصبح مبارك هو "المورد رقم واحد" للمقصلة الأمريكية وما لم يفعله بصوته فعله بصمته، وفى هذا تأكيد لما قاله "بول كينيدى" من أن دور مصـر المحوري لا يقتصر على جانبه الإيجابي بل يتعداه إلى جانبه السلبي "الكتاب ـ صـ 120" وهذا يعنى ضرورة أن تتقاعس مصـر عن القيام بدورها أمام أي تهديد لدول المنطقة، وهذا ما رأيناه من تعامل مصر مع القضية الفلسطينية والسودانية والليبية والعراقية ومازال الحبل على الجرار. .. يقول الدكتور محمد عباس : ( إن خدمات مصـر للولايات المتحدة الأمريكية لا يقتصر على ما فعلته ـ وهو كثير ـ بل يتعداه إلى ما لم تفعله وهو الأهم والأخطر ) .
لقد شاركت مصـر مشاركة فعلية في ذبح العراق أكثر من مرة إلى أن وصل الحال إلى ما نحن عليه الآن، وغض الطرف عن أفعال ومجازر إسرائيل في فلسطين، ولم تتصرف كما يجب أن يكون التصرف معلنة أنها على الحياد ما بين اليهود والمسلمين، وشجعت دول الخليج على ما هي عليه الآن إلى أن ضاعت وأصبحت تحت الاحتلال المباشر، وأهملت الخصوصية السودانية وتركت السودان فريسة سهلة للمخططات الأمريكية والبريطانية والصهيونية وعمليات التقسيم والتنصير. وبذلك تكون مصـر قد شارك مشاركة فعلية في تدمير وضياع نصف العالم العربي ( العراق ـ فلسطين ـ السودان ـ كل دول الخليج ) وسوريا الآن في الطريق.
ولكي ندرك عمق المشكلة وما آلت إليه أحوالنا الخارجية علينا أن نقارن ما كانت عليه مواقفنا في السابق وما آلت إليه اليوم :
في 15 مايو عام 1984 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين ـ عندها صدر الأمر الملكي للقوات المصرية في العريش بدخول فلسطين تحت قيادة اللواء "أحمد المواوى بك" وذلك من أجل فرض النظام هناك وإيقاف المذابح التي كانت تقوم بها العصابات الصهيونية ضد السكان العرب. . عندها ألقى الدكتور محمود فوزى مندوب مصـر الدائم في الأمم المتحدة بيانـًا في مجلس الأمن قال فيه : ( أحب أن أذكر المجلس أن بيتـًا قريبًا منا يحترق، وان النار تمتد إلينا بسرعة وان لمصـر الحق في إخمادها بل إن الواجب يحتم عليها ذلك ) . .. أنظر إلى معنى الخطاب ومضمونه وأنظر إلى الكرامة والعِـزة التي افتقدناها وقارن كل ذلك بما يحدث الآن في فلسطين من مجازر وهوان وكل أنواع الإجرام التي يقوم بها الأوغاد الصهاينة.
تلك كانت مصـر وكان رجالها، أما اليوم فإن الرئيس مبارك من كثرة وفاءه لأمريكا نجده يشارك بوش الأب في ضرب وحصار العراق ثم ينتظر إلى أن يكبر بوش الابن ويواصل معه مسيرة التدمير وتسهيل الاحتلال !! ومبارك لا يجد حرجًا في ذلك بل يعلن : ( انه لولا موقفنا في حرب الخليج الثانية ما تمكنت أمريكا من دخول بلاد العرب ) !!
يقول بوش الأب بعد حرب العراق الأولى : ( إننا لو أقمنا تمثال من الذهب الخالص للرئيس مبارك ووضعناه في أعظم ميادين أمريكا ما أوفيناه حقه ) !!
إنها كارثة بكل المقاييس ولابد من سرعة المواجهة لتقليل الخسائر. لم يعد مفيدًا الآن فتح القناة أو غلقها فقد اُحتل العراق. .. المطلوب الآن هو إقالة كل من ساعد على ذلك ومن هو على استعداد لفعل أكثر من ذلك كلما طلب منه ذلك.
لم يعد مفيدًا امتصاص الغضب الشعبي من خلال التصريحات المضحكة والعقيمة والتبريرات الخائبة والمضللة. . لقد ذبح العراق أرضا وشعبًا وتاريخـًا ( ويكفى أن من بين المخطوطات التي أحرقت مصحف مكتوب بيد الإمام على ومخطوطات إسلامية نادرة وتاريخ إسلامي حافل بالأمجاد ) .
لقد ذبح العراق بأيدي الحكام العرب وتحمل وحده ما تنوء عن حمله الجبال من حمم الغضب الأمريكي، ورغم كل ما نشعر به من ألم إلا أن الألم الحقيقي لم يكمن في الغدر الأمريكي بقدر ما كمن في الغدر العربي. .. لم ترهبنا قوة أمريكا بقدر ما أرهبنا الضعف العربي.
لقد تم تدمير العراق بطريقة بشعة وانفتحت شهية أمريكا لمزيد من التجبر والاستكبار، وعلى الرئيس مبارك أن يختار : إما التنحي عن الحكم ـ وإما الإعلان عن مصالحة شعبية والخروج من بيت الطاعة الأمريكي وإعادة لم الشمل العربي الذي أفسدته سياستنا الخارجية، وان لم يستطع فعليه ترك الحكم لمن يختاره الشعب وليس ما يختاره هو، فقد اختاره السادات وتلك كانت النتيجة. لقد أصبحت مصـر في عهد مبارك أكبر عونـًا وسندًا للطغيان الأمريكي وهذا عار ما بعده عار ـ فكيف تصبح بلد الأزهر ركيزة للطغاة والمجرمين وكيف نركن إلى الذين ظلموا دون أن تمسنا النار.
السيد الرئيس : "إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" عليك أن تخلو بنفسك بعيدًا عن أعوانك من الشياطين وبطانة السوء ثم تدبر حالك وأنظر إلى ما آلت إليه البلاد في عهدك. .. إن أركان الدولة تهتز، والعقل لن يصمد طويلاً أمام كل هذا الظلم والقهر.
لقد نصحت صدام كثيرًا أيام احتلاله الكويت ولم يستجب وتلك كانت العواقب، واليوم ننصحك بإخلاص سائلين الله السلامة لك ولنا ولمصـر ولسائر بلاد المسلمين. هذا نداء لك ولغيرك من الحكام العرب، وعلى كل قارئ في الوطن العربي نقل تلك الرسالة لحاكمه ومطالبته بما نطالب به مبارك، فلن تـُرفع لنا رأس بهؤلاء الحكام ولن يسود لنا دين بتلك النخبة.
ما ذنبنا في أنهم لا يفهمون وان فهموا فهم ضعفاء وخائرون ؟!!
لقد استمدت أمريكا قوتها من الحكام العرب وليس من أسلحتها والدليل عل ذلك أن سلاحها في العالم كله معطل وعاجز عن فعل أي شيء إلا على الأرض العربية.
إن الغطرسة الأمريكية في عهدهم فاقت كل حد بعدما ابتلعوا الإهانة وقبلوا الاستكانة ورضوا بالحياة الدنيا واستمتعوا بها وعاشوا في رغد من العيش وألفوا رفاهية القصور وأصبحوا مثل نباتات الزينة ـ ذات التربية الخاصة ـ التي لا يمكن أن تعيش إلا في الظل ـ تقتلها لفحة الشمس. . ويتلفها تيار الهواء.
من هنا. .. من جريدة "الشعب" قلعة النضال العربي والإسلامي. . أضم صوتي لصوت المجاهد العظيم الأستاذ مجدي حسين مطالبًا بضرورة إقالة الرئيس مبارك، وعلى كل الأحرار في باقي الدول العربية مطالبة حكامهم بما نطالب به لتنصلح حال الأمة ويعود الإسلام عزيزًا كما كان.
هنا في مصـر. . قضينا العمر نلعن أمريكا ولم نفكر يومًا في محاسبة الحاكم. .. قضينا العمر نـُـلقِـى باللوم على يوسف والى وصفوت الشريف وكمال الشاذلي وفتحي سرور وحسين كامل وفاروق حسنى وزقزوق وسمير رجب وإبراهيم سعده وأنيس منصور وعبد العظيم رمضان. ... وكل من على شاكلتهم رغم أن مجموعهم = حسنى مبارك. .. لم نشاهد الحاكم وهو يتخفى خلف طراطير الوزارات واعتبرنا كل وزير مسئول عما يحدث في وزارته، والحقيقة أنهم ينفذون سياسة دولة ورغبة حاكم ـ إنهم أشبه بلصوص بغداد ممن شاهدناهم على الهواء يخربون ويسرقون ويدمرون تحت المظلة الأمريكية ثم يدعوا أنهم عراقيون.
يا مبارك. . إن استطعت العودة لشعبك وأمتك. .. فنحن في انتظارك، وإن لم تستطع فالشعب كله ـ عدا لصوص بغداد ـ يسألك الرحيل.
2003

ليست هناك تعليقات: