من أرشيف الذاكرة القريبة 3
للشاعر السوداني محمد الفيتوري هذا القصيد الذي نشره قبل ثلاث سنوات، يومين بعد سقوط التمثال في ساحة الفردوس:
صرخة الميلاد
2003/04/11
دعونا نعلِّقْ على مشجب الشمس أكفاننا..
ونهزُّ بيارقنا..
أو دعونا نصلي..
فقد تُخْصِبُ الصلواتُ التي يبِستْ في حناجرنا
ثم سالتْ نُعوشا عراقيةً
ومدائنَ مكسوةً بالحرائقِ، مزدانةً بالدماءْ..
***
دعونا نُغَنِّي لمن يستحق الغناءْ
ونبكي لمن يستحِقُّ البكاءْ
ومن تتناغم أطيافُنا في رؤاهْ
ومن هو نافورةُ الضوءِ تحت السماءْ..
***
دعونا ندُسْ في خُطَى الهاربين إلى اليأس
أقنعةَ اليأسِ والانكفاءْ..
دعونا نَقُلْ للملوك الخطاة الزناهْ
وللحاكمين الذين أباحوا لأنفُسِهم حرماتِ الإلهْ
أقيموا جثامينكم فوق تلك العروشْ
وغطوا خَرائبَ تاريخكم بالنقوشْ
وصفّوا على الشرفات أكاليلكمْ..
واعلموا أيّها الأقوياء
أنكم مثلُ قطرةِ غيمٍ
معلَّقةٍ في سقوف الشتاءْ..
***
وحدَّقْتُ في أفق الليل وحدي
أستَبِقُ اليومَ والغدَ والذكرياتْ
وأقتطفُ الحلم في غابة العصر قبل الفواتْ
وأستصرخُ الراحلينْ
وأستمهلُ القادمينْ
وأستنطقُ الصمتَ والصخر والظلماتْ..
لماذا يخونُ الذي خان أمته؟
ويُهَوِّنُ من هان يوما على نفسه
أرضَ أجداده..
ولماذا النبِيُّونَ،
والشهداءْ..
المُقيمُونَ في الخلدِ..
والشعراء المضيئون في الكلماتْ..
ولماذا القرابين والتضحياتْ؟!
ولماذا إذن تلد الأمهات؟..
ألكي تتلهى الشعوب بمن قد ولدنْ؟
وتصنع منهم عبيدًا وآلهة وطغاة!
أم يلدن..
لكي يتألّقَ وجهُ العراق..
وتسطعَ روح العروبة في الكائناتْ!..
محمد الفيتوري
هناك 3 تعليقات:
تحياتي
:)
الشاعر السوداني محمد الفيتوري أحد الشعراء العرب العظام والذين أحب قراءتهم . وقد التقيت به في العراق عام 1989م في مهرجان المربد العاشر وكان هو الفائز بجائزة المهرجان في الشعر.
أهنئك على حسن الاختيار يا سيدي.
أخي جحا.كم
لم أكن ألاحظ شيئا مما قاله بروموثيوس عن مدونتك لأني كنت أتصفح مستخدما متصفح فلوك أخو فايرفوكس
ولكن أن تلقيت طلبك ذهبت أجرب فتح المدونة بالإكسبلورر 7 فإذا بي أجد أن هناك أخطاء كثيرة في عرض المدونة.
فالقائمة الجانبية خطوطها كبيرة جدا.
والتدوينات تبدو خطوطها طبيعية في الأعلى ولكن تبدأ الحطوط في أن تكبر تدريجيا كلما ذهب المرء للأسفل إلى أن تكون كبيرة ومتداخلة بحيث يستحيل قراءتها.
فهناك بالتأكيد مشكلة في المدونة.
أرجو أن تراجع التمبليت.
وشكرا
إرسال تعليق