المُقاطَعَة والمُقَاطَعَة
المقاطعة الأولى هي الاسم الذي يُطْلَق على مَقَرَّيْ الرئاسة الفلسطينية في رام الله وفي غزة.. ويَنْطُقُها الإسرائيليون "موكاطأه" ويسأل جُحَا.كُمْ ذَوِي العِلْم منكم: لماذا اختارَ المسؤولون الفلسطينيون هذا الاسم بالذات؟!
أمّا المقاطعة الثانية فهي التي تُمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني أولاً، ثم ضد قادَتِهِ الذين يُعارضون مُخططاتها، وأبرزُ الذين قاطعتهم في السنوات الأخيرة الراحل عرفات الذي توَّجت إسرائيل مقاطَعَتَها له باغتيالِهِ تَسْمِيما.. وها هي اليوم تُعيد الكَرَّة مع قادة حكومة حماس الجديدة الذين قررت مُقاطعتهم ومقاطعة كُلَّ من يتعامل معهم من المسؤولين الأجانب.. والغريب هو أنّه بالرغم من تَعَامُلِ عباس أبو مازن مع حماس ومع حكومتها، فقد قرّرت إسرائيل استثناء أبو مازن من هذه المقاطعة.. وقررت إبقاءَ التعامل معه بشكلٍ شخصيٍ أي مَنزوع حتّى من صِفَته كرئيس للسلطة الفلسطينية.
المطلوب من أبو مازن (إذا أراد أن ينالَ مكانةً مشرفة في تاريخ فلسطين والعرب) هو أن يعتكفَ داخل المقاطعة ويُعلِنَ مقاطعَتَهُ لإسرائيل ولِكلّ من يتعامل معها، ويَرْفُضَ استثناءه من المقاطعة الإسرائيلية التي تجعل مِنه يَهُودَا الخائن لِمُعَلّمه في السّيرة اليسوعية. أما حكومة حماس المحاصرة أولاً عربياً وثانياً إسرائيلياً وثالثاً غرْبياً، فعليها أن تطرقَ أبوابَ الروس والصين وأمريكا اللاتينية، حتى تحصلَ على ما يُمكن أن ينقذَ شعبَها من جوعٍ محدق..
وسيكون عربُ الصَّمت والتخاذل أوَّلَ المتواطئين مع قرارات الغرب في سياسة تجويع الفلسطينيين، وبالتالي شركاءَهُم في هذا الذي لا يُمكن تسميتُه إلا بجريمة ضد الإنسانية..
جُحَا.كُمْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق