بيان إلى أصحاب المُدوّنات العرب

رغم ما وصل إليه الوضع الفلسطيني من حالة مُتَرَدّية تُنْذِر بكارثة إنسانية بسبب العقاب "المالُ-قْراطي" الغربي والتواطؤ الرسمي العربي الحقير، لم يلاحظ جُحَا.كُمْ بعْدَ تدويناته الثلاثة الأخيرة التجاوبَ الكافي من لَدُنِ أصحاب المُدونات التي اتّصل بها (وهي بالعشرات). وفيما عدى القليل القليل فإن أغلب هذه المدونات بقيت غارقة في هموم أصحابها الصغيرة وأحيانا التافهة، في حين ما كان و لا يزال مطلوباً من أصحاب هذه المدونات هو أن يستغِلّوا هذه الفضاء الحر الذي اسمه انترنيت لتبليغ ما تحجم عنه وسائل الإعلام الرسمية والمأجورة.. وأن تمارس ما حلمت به أجيال عربية سابقة، أي إنارة الحق والدعوة إليه بحرية بعيدا عن رقابة ذوي السلطة والقمع.. والمطلوب منهم ليس بذلك التعقيد، وليس بأن يتبرعوا بالمال (وإن كان ذلك جيداً أيضاً) وإنّما فقط هو إبراز المبادرة العربية (وهي الأولى من نوعها) في جمع التبرعات عبر الحسابات البنكية المنشورة في بعض المواقع ومن بينها موقع الجامعة العربية وموقع المركز الفلسطيني للإعلام .. وكما حدث بالنسبة لإدانة الرسوم الدانمركية والحملة المُواكبة لها، حيث انخرطت الكثير من المدونات في تناول هذا الموضوع مع ما رافق ذلك من شعارات وإعلانات وبانيرات وفلاشات وغيرها.. يمكن تخصيص ركن ما للدعوة إلى التبرع مع إدراج الأرقام البنكية، ويمكن مُحاكاة موقع المركز الفلسطيني للإعلام في هذا الخصوص.. لا أفهم الحماس الزائد لبعض المدونات في إدانة الرسوم الدانمركية وتغاضيها عن مشروع قتل الشعب الفلسطيني تجويعاً بسبب اختياره لحكومة حماس الإسلامية..
لهذا السبب قرر جُحَا.كُمْ مقاطعة المدونات التي لا تستجيب لهذا النداء، ولا أقصد هنا المدونات السطحية والتافهة لأنّه يقاطعها بطبيعته منذ البداية وإنما المدونات المتميزة بعض الشيء.. وكما تلاحظون فقد أزال جُحَا.كُمْ من مدونته قائمتيْ المدونات المتميزة والمدونات الجديرة بالزيارة اللتيْن كانتا في العمود الأيمن من هذه الصفحة واللتين كان يتابعهما وينوي توسيعهما، ووضع مكانهما إعلان التبرع.. بينما استبقى قائمة المدونات الصديقة (والصداقة تكون في ما هو مشترك ومصيري وليس في ما هو شخصي وانتفاعي) وهي المدونات التي استجابت لهذا الأمر، بما فيها التي لم تدرج إعلان التبرع بشكل ثابت، إذ يكفي أن تكون مدونة جُحَا.كُمْ مذكورة في إحدى قوائمها، حتى يُتاح للزائر فتحها فيجد إعلان التبرع.. وهذا أضعف الإيمان .. مع العلم أن هناك مدونات فعلا متميزة ومهمة ولكنها شبه متوقفة عن التدوين لأسابيع أو أشهر، وسيبقى جُحَا.كُمْ يَرْصُدُها إلى أن يعود أصحابها إليها، كما يرجو من المدونين أن يُعلموه بأي خطوة في هذا الاتجاه الإنساني والأخلاقي الصحيح حتى يتمكن من إضافة مدوناتهم إلى قائمة الأصدقاء الحقيقيين.
وقبل أن أُنهي هذا البيان، يتساءل جُحَا.كُمْ : تعداد الشعب الفلسطيني ليس بتلك الضخامة حتى يعجز العرب حكاماً (لصوصاً) وشعوباً (فقراء لكن كُرماء) عن مدِّ يدِ العون له، وإلاّ فإن الثلاثة ملايين صومالي (عرب هم أيضا) المهددين بالانقراض بسبب المجاعة، سيختفون حتى دون أن يشعر المُدوّنون العرب بذلك بمن فيهم المُدون الصديق صاحب مدونة "خرابيشي" وهو المدون الصومالي الوحيد الذي يعرف جُحَا.كُمْ مدونته والذي يأمل منه أن يُخصص شيئا ما في مدوّنتِهِ لتحسيس العالم بمصير شعبه المهدد بالانقراض جوعاً، وسيكون جُحَا.كُمْ معه في هذا المسعى..
أعزائي المُدونين،
في الختام أطلبُ منكم وأنتم تفكرون في موضوع تدوينتكم اليومية، حتى ولو كانت حول شؤونكم اليومية والعادية (وهذا من حقكم)، ألاّ تنسوا أنّه في تلك اللحظة بالذات هناك رضيع فلسطيني ينتظر بالبُكاءِ لَبَنَهُ، ومريضٌ ينتظر بالألَمِ دواءَهُ، وبالتالي لا بأس في إدراج إعلان التبرع لمن يهمُّهُ الأمرُ من ذوي اليَسَار من الزُّوار..
جُحَا.كُمْ