2006-09-29

عامٌ كَدَهْرٍ ودهْرٌ كنَهْرٍ

في مثل هذا اليوم وُلِد جُحَا.كُمْ من رَحِمِ المرحلة العربية المُترهّلة وجاءت وِلادتُهُ بعد مخاضٍ عسير وبِتوْليد قيْصري عبر فتحةٍ جراحية ‏في جِدار الشّبَكة العنكبوتية.. عامٌ مضى وها هو جُحَا.كُمْ الذي نزَلَ على رأسهِ، قد بقيَ مقلوباً كما هو، تماشياً مع وضعنا المقلوب رأساً ‏على عقب.. عامٌ مضى تمكَّن جُحَا.كُمْ من نسْج شبكة داخل الشّبكة.. شبكة زَمَالة وصداقة وأُخُوّة.. شبكة باتَ هو أسيرها الأول في حين ‏كان في البدء ينْوي أسْرَ آخرين فيها.. ما جناه جُحَا.كُمْ على مدى هذا العام المنقضي هي هذه الروابط التشعبية الحميمة التي تكفي نقرةُ ‏زِرّ هنا وأخرى هناك لكي تمتدَ أواصر المودة والتعاطف والتحاور بين مدونين يخالهم جُحَا.كُمْ جيشا عَرَمْرَمًا في ظِلّ نعاس جيوشنا في ‏ثكناتهم المُسَيّجة والمَحْمية كالسُّجون..
أعزائي المدونين، يا من قرّرتم مَحْوَ المسافة الفاصلة بينكُمْ وبينكُمْ.. بينكُمْ وبين المُتلهفين لِأَسراركم.. بينكُمْ وبين المُتربّصين بِكم.. ها هو ‏جُحَا.كُمْ في نهاية عامهِ الأول يستصرخكم أن تستميتوا في إصراركم على البقاء على قيْد التدوين.. التدوين، هذا السلاح الجديد، سلاح ‏الحوار الشامل، الذي سيُكسبكم شرعية الحضور والتأثير غصْباً عن كُلّ حاكم ورقيب عن كل غاصبٍ وكَذوب عن كل حاقد وحسود..
لقد سبق للزعيم الصيني الراحل "ماو تسي تونغ" أن أطلق قوْلتيْن أثيرتين: "مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة" و"دع مليون زهرة ‏تتفتح" وهذا ما يراه جُحَا.كُمْ يحصل في عالم التدوين الذي بدأ المتشائمون والضعفاء والخونة والجبابرة وأتباعهم ومن لفَّ لفّهم، يقرؤون ‏له ألفَ حساب وحساب، بحثا عن الجريمة والعقاب..ومع هذا سينتصر التدوين لأنه بدأ يصير ذاكرةَ أُمّة وشهادةً حيّة على العصر، ‏سيصبح التدوينُ ديوانَ العرب الحديث، الذي سيحمي كلمتهم ومَوْروثهم الروحي وأحلامهم المطاردة كالفراشات وحقوقهم المهددة ‏بالمصادرة على أيدي أعوان الأمن وقوات مجلس الأمن..
أخيرا، وبعد حولٍ لا حولَ فيه لجُحَا.كُمْ ولا قوة إلا بالله.. بنى جُحَا.كُمْ قرارَ استمراره بينكم على ما جادَ به زُوّاره الكرام من وقتٍ وبعض ‏الصّبر لإبداء رأيهم في جُحَا.كُمْ عبر الاستطلاع الذي لازَمَ هذه المدونة منذ أشهر طويلة. ورغم أن المشاركات لم تكن بذلك الحجم، بل ‏وقليلة جدّا، ربما بسبب لغة الاستمارة (الفرنسية) فهي تكفي لكي تكون مؤشّرا مبدئيا عن مدى حظوظ المدونة في تقبُّل الزُوّار لها.. ‏وجاءت النتائج كالتالي، ودون أي تلاعب (رِئاسي) من جُحَا.كُمْ (صِدْقا):

ما رأيك في جُحا.كُمْ ؟

جميع الإجابات:
‏[48.7%] ممتاز
‏[15.3%] مقبول
‏[12.8%] حسن
‏[7.6%] كارثي
‏[5.1%] رديء
‏[5.1%] لا رأي
‏[5.1%] فظيع

إجابات من هم دون سن الـ25 عاما
‏[33.3%] رديء
‏[33.3%] فظيع
‏[33.3%] حسن
‏[0%] كارثي
‏[0%] ممتاز
‏[0%] مقبول
‏[0%] لا رأي

إجابات من هم بين سن الـ25 و الـ45 عاما‏
‏[66.6%] حسن
‏[33.3%] ممتاز
‏[0%] كارثي
‏[0%] رديء
‏[0%] مقبول
‏[0%] لا رأي
‏[0%] فظيع

إجابات من هم فوق سن الـ45 عاما
‏[100%] ممتاز
‏[0%] كارثي
‏[0%] رديء
‏[0%] مقبول
‏[0%] لا رأي
‏[0%] فظيع
‏[0%] حسن

إجابات الذكور
‏[35.7%] ممتاز
‏[28.5%] مقبول
‏[14.2%] حسن
‏[14.2%] فظيع
‏[7.1%] كارثي
‏[0%] رديء
‏[0%] لا رأي

إجابات الإناث
‏[27.2%] ممتاز
‏[27.2%] حسن
‏[18.1%] كارثي
‏[9%] رديء
‏[9%] مقبول
‏[9%] لا رأي
‏[0%] فظيع

الملاحظ أنه باستثناء من هم دون سن الـ25 عاما الذين يرى 66 في المائة منهم أن جُحَا.كُمْ فظيع أو رديء (ولعلّ السّبب يكْمُنُ في جِدّية ‏جُحَا.كُمْ وسُخْطهِ اللذين طَغَيَا على مُعظم تدويانتهِ، وهذا ما قد لا يستسيغه من هم في مقتبل العمر) وأيضا ما يعادل 27 في المائة من ‏الإناث ممن يرون في جُحَا.كُمْ كارثياً أو رديئاً (ولعل السبب يكمن في خُلُو تدوينات جُحَا.كُمْ من رومانسية تستسيغها معظم الإناث في حين ‏أبقاها جُحَا.كُمْ في ثلاجة قلبه، انتظاراً لغدٍ عربي أكثر إشراقا) قلت إنّه باستثناء هؤلاء جاءت الأجوبة الايجابية حسب النتيجة العامة بين ‏ممتاز وحسن ومقبول بنسبة 75 في المائة.. ولهذا السبب وعلى ضوء هذه النتيجة قرر جُحَا.كُمْ أن يستمرَّ (و لا تقولوا على الطريقة ‏اليَمَنِية) في رعاية هذه المُدونة.. مقترحا عليكم استطلاعا جديدا مستوحى من آخر مستجدات التدوين وهو تأسيس اتحاد جديد للمدونين ‏العرب بدأ يثير بعض الاعتراض من بعض المدونين، ولأهمية الموضوع اختار جُحَا.كُمْ أن يكون سؤال هذا الاستطلاع (في العمود ‏الأيمن لهذه المدونة) كما يلي: تجمّع المدونين العرب هل هو : مُفيد، مُضِر، لا هذا ولا ذاك، لا رأي.. وكل استطلاع وأنتم بخير.
وقبل أن أنهي أقول أن النتائج الأولى لهذا الاستطلاع، ستساعد جُحَا.كُمْ على قرار الانضمام إلى هذا الاتحاد أو لا (طبعا بعد التأكد من ‏إمكانية انضمامه بصفته المستعارة). كما أنّه سَيُعيد النظر على ضوء ذلك في اقتراح سبق لجُحَا.كُمْ أن عَرَضَهُ عليكم قبل أشهر..
وفي الأثناء، تقبلوا أعزائي محبّتي آملاً أن تكون سنة جُحَا.كُمْ الثانية على مستوى ظَنِّكم وأحلامكم التي هي أيضا أحلامي..
جُحَا.كُم

هناك 18 تعليقًا:

غير معرف يقول...

كل عام وأنت ممتاز يا سيدنا جحا.. أبقاك الله مقلوبا حتى نستدل بك على انقلاب أحوالنا رأسا على عقب! هذا باعتبار أن السير بالمقلوب (على الرأس) لن يضيرك شيئا ما دمت منذ ولدت مجبولا عليه!
بالتأكيد سنجد الوضع الصحيح مقلوبا إذا كان الوضع العام مقلوبا. وقديما قيل "حيثما كانت الجهالة نعيما، فمن الحماقة أن تكون حكيما" ..

غير معرف يقول...

لم اتمكن من التصويت على الاستفتاء الذي وضعته لأنه بالفرنسية وهي لغة بجانب كونها لغة المستعمر فإني لا اعرفها والمرء عدو لما جهل.
لماذا لم تضع لنا استفتاء باللغة العربية؟

غير معرف يقول...

عزيزي المخربش
لقد غيرت الاستطلاع بلغة مستعمر آخر وهي الانكليزية.. لم أجد برنامجا معربا مائة في المائة
وشكرا جزيلا على التهنئة والتعليق
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ

غير معرف يقول...

كل عام وأنت بخير..

دمت في أمن وسلام أخي العزيز

غير معرف يقول...

الأستطلاع عندي ظاهر بحروف غريبه
و عالعموم انت تستاهل كل خير
وبالتوفيق

ayman_elgendy يقول...

كل عام وانت بخير

:)

Prometheus يقول...

العزيز جحا.كم
اعجبتني المقدمة كثيرا وقد وفقت في وصف مآل الحال والاحوال فلله درك.
اهنئك بمرور عام على ميلاد المدونة كما اهنئك على النتائج الباهرة للاستبيان ولكم تأسفت على انني لم اشارك فيه لانه سابق على تعرفي بك وبمدونتك العزيزة.
كل سنة وانت طيب والى الامام دائما.
اخوك

غير معرف يقول...

غريب أني لم أرى الاستفتاء السابق. يبدو أنه قصر نظر من طرفي أو هروب من النظر في العمود الأيمن المكتظ :)

كل عام وأنت بخير عزيزي جحا.

saso يقول...

كل سنة وانت طيب
سنة تدوين وتدوينات قوية.. غالبا باقراها اوفلاين لظروف النت المسلية
فمش بالحق اكتب كومينت
علي العموم قبل ما يقطع
اقولك رايي في الاستفتاء ان مدونتك حلوة جدا
والاستفتاء الثاني.. انا لسة راجعة من حفلة مكنتش هاعرف عنها حاجة لولا البلوجز
عن الاتحاد كفكرة اكيد موافقة

islamventura يقول...

كل سنة وانت طيب يا عم جحا
بمناسبة الشهر الفضيل
و الصراحة انا لا اعرف الفرنسية
و نرجو زيارتك لمدونتى المتواضعة

asadma7bos يقول...

يا عم جحا يا ابو الافكار والتفانين الحلوة وابو كل جديد يكفيك فى كل دلك رأى واحد وهو رأى حبيبك الاسد ولا انت نسيتة
يبقى لم العدة بتاعت الاستفتاء دىوخدكلامى من الاخر جحا دوت كوم 10
على عشرة
وبعدين يا راجل مش عيب عليك انت هتعمل زى اى صايع رئيس جمهورية
قال على اخر الزمن استفتاء
ههههههههههههه

غير معرف يقول...

احتفالك بمرورعام على المدونة
بالفعل كان مميز
عقبال العام العاشر
تقبل تهانينا

غير معرف يقول...

وسط هذا الكم من الزيف و الخداع والكذب والنفاق والضعف والخنوع والركوع
لم تعد اى اتحادات او تجمعات وسيلة مضمونة للنهوض والاصلاح
كل واحد يخلى بالة من نفسة
وخلاص

المواطن المصري العبيط يقول...

كل سنة وجحل.كوم بخير وبصحة وعقبال ما يبقى عمر المدونة ألف سنة

من ناحية تانية بصراحة كده ليه مش عارف افهم عدم ميلي الطبيعي نحو أي اتحاد أو رابطة خصوصا في موضوع التدوين وان يكون لينا كيان تنظيمي وهيكل مؤسسي وهيراركية ادارية وغير ذلك من أشكال الاتحادات، حتى لو كان الاتحاد بسيط ويعني في مجمله مجرد ضم عدد من الكيانات تحت مسمى كيان واحد ولكن كل واحد منفصل ضمنيا، برضه ده بصراحة مش ماشي مع طريقة تفكيري أبدا

على العموم شوف وقرر

تحياتي مرة ثانية وكل سنة وانت طيب

محمد إلهامي يقول...

كل دهر وأنت كنهر .. وكل نهر إلى الله أقرب ، وإلى الناس أحب ..

بعدك على بالى يقول...

كل سنة وانت طيب... ومتميز كعادتك..

شكرا على المرور والمساندة...


تحياتى

أم أحمد يقول...

كل سنة وانت طيب ياجحا عقبال المائة الاولي بعد الالف العاشرة

غير معرف يقول...

إلى محمد حبيب
شكرا على التهنئة ودمنا جميعا في أمن وسلام
مع مودتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى واحد من الناس
فعلا، وما زالت مشكلة هذا الاستطلاع قائمة إذ يبدو أنه لا يشتغل كما ينبغي، حاله حال الاستطلاعات العربية.. مع أني استبدلته ببرنامج قيل أنه معرب..
وعلى العموم أنت أيضا تستاهل كل خير
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى أيمن
شكرا يا أيمن وأنت بالمثل في كل عام.
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى برومثيوش
متابعتك لجُحَا.كُمْ اعتبرها مكسبا لهذه المدونة وتهنئتك ضوءا أخضر للمواصلة على هذا الدرب الشاق والمثير في آن واحد..
مع مودتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى م.س.احجيوج
ليس مهما ولا أعتقد أنك قصير النظر، بل لآنك باحث دؤوب عن المتون وليس عن الهوامش.
وأنت أيضا بألف خير
مع مودتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى ساسو
شرّفتِ جُحَا.كُمْ يا ساسو، وزيارتك سمحت لي استكشافَ مدونتك، حيث شاركتُ أيضا في الاستفتاء الذي وضعتِهِ عن "نصر الله" ..
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى اسلام فونتيرا
شكرا على الزيارة والتهنئة هذا وقد زرت مدونتك الواعدة.. آمل لك المواظبة والتوفيق.
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى الأسد المحبوس
فعلا عزيزي، لقد أصبتَ التعليق.. فمن معاناة تحمُّل وِزْر حُكّامنا صار جُحَا.كُمْ مُقلِداٌ إيّاهم في البحث عن الشرعية، مع الفارق أن جُحَا.كُمْ شعبيته لدى شعبه هي أمر مؤكد والدليل كلامك الحلو مثل المعسّل.
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى إلهام
"العام العاشر" مرة واحده ؟ إيه التفاؤل ده.. في رأيك جُحَا.كُمْ شاب يافع؟.. يا ليت.. لا أقول أنه قريب من القبر ولكنه وصل إلى سن من الكهولة العربية التي فيها كثير من اليأس والاحباط وبالتالي حسابه بالأشهر أو بالأعوام وليس بعشرات الأعوام.. على كل أشكرك كثيرا على الزيارة والتهنئة.. كما أحييك على "تداوين" التي تعكس روحية المشاركة والتواصل..
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى أدهم
"كل واحد يخلي باله من لغاليغه" كما قال بهجت الأباصيري، ومن نفسه، كما تقول أنت يا أدهم "الفرداوي"، ربما أنت محق في ما تقوله، وعلى كل أنا أحترم رأيك الذي آمل أن تعدل فيه قليلا حتى نلتقي معا في مشروع شبيه سأتناوله قريبا إن شاء الله.
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى العبيط
طبعا تقصد جُحَا.كُمْ و ليس "جحل.كوم" ؟ على أية حال تفاؤلك مضاعف مائة مرة عن تفاؤل "إلهام" التي اكتفت بعشرة أعوام وقد اعتبرتها أنا كثيرة، فما بالك بألف عام.. حتى سيدنا نوح لم يبلغها.
أماّ عن الاتحادات والرابطات فإني أتفهم موقفك المشابه لموقف أدهم. وللحديث بقية..
أشكرك على الزيارة والتهنئة
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى م. الهامي
كنهر النيل إن شاء الله.. ولكن أين مني ذلك ومنابعي تكاد تجف من شدة القحط العربي السياسي والعسكري والأخلاقي؟ على العموم، دعوتك تثلج الصدر وزيارتك كريمة.
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

بعدك على بالي
وأنت طيبة ومشرقة كعادتك، ودمت لأهلك ولنا وللتدوين..
مع مودتي الصادقة
مع تحياتي
جُحَا.كُمْ
----------

إلى سحر
يا أم أحمد "بـكـــل هـــــدوء ورويــــــــة" أستسمحك عذرا ألا تتركيني أحلم على طريقة الفراعنة فأبدأ بتحويل هذه المدونة إلى هرم لكي تستمر إلى "المائة الأولى بعد الألف العاشرة"، صديقتنا إلهام تمنت لي عشرة أعوام وصديقنا العبيط ألف عام وها أنت تقترحين عشرة آلاف وفوقهم مائة سنة.. على كل، هذا من حسن أخلاقك التي جعلت زيارتك الأولى تأتي طيبة بتهنئتك لي..
شكري الجزيل وأيضا تحياتي الحارة
جُحَا.كُمْ
----------