أفاعي العراق
انتبهَ جُحَا.كُمْ وهْوَ يتجوَّل بيْن بعضِ القنوات الإخبارية العربية، إلى إعلانٍ في إحدى هذه القنوات يقول مِن ضِمْن ما يقول:" سنقتلع ضروسَهم ضرْساً ضرْساً.. سنقْضي على هؤلاء الأفاعي في المزرعة" وتبيّن أن هذا الإعلان هو من إنتاج شرِكَة "شُرْطة العراق" المحدودة بالمارينز. ويقصد الإعلان بهؤلاء، أي أولئكَ الذين يَشِنُّونَ عمليات تفجيرية وانتحارية ضدّ الشرطة والجيش العراقيين الجديدين.. الغريبُ في الأمر هو أن هذه العبارات مثل "قلْع الضروس، القضاء على الأفاعي" هي من النوع الذي كان يستخدمها إعلامُ النظام السابق في العراق ضدّ معارضيه في الجنوب والشمال !! وإذا صحَّ أنّ العراق باتَ ينعم بالديمقراطية منذ الإطاحة بصدّام فإنّهُ من بديهيات الديمقراطية وأدبياتِها هو أن تَعْتبرَ المعارضَ مُعارضاً فقط، والمعارضَ المُسَلَّحَ معارِضاً مُسَلَّحاً فقط، وليس أفْعَى يستجوبُ سحْقُها وقلْعُ أضراسِها وإلاَّ ما الفارق بيْن عِراق اليوم وعِراق الأمس!!.هذه المفارقة تُذَكِّرُ جُحَا.كُمْ بِما سَمِعَهُ بعد سقوط بغداد وبداية أعمال القتل والعنف والتفجير، من أفواهِ بعض العراقيين حيث يقولُ هؤلاء أن هذه الأعمال "ليست من شِيَمِ العراقيين" وأنّ "العراقي لا يُمكن أن يقتلَ العراقي" وأن الغرباءُ هم وراء هذا العنف.. إذا صحَّ هذا الكلام فإنَّ القتلَ الفردي والجماعي الذي حدَث في جنوب العراق وشمالِهِ في زمَن صدام، هو من فِعْل غرباء وليس من عراقيين، وبالتّالي صدام وأعوانه بريئُون براءةَ الذئب من دمِ يوسف، وإلاَّ فإنّ صدام وأعوانه وهم بالآلاف، يجب أن يكونوا غيرَ عراقيين..من يَفُكّ هذا اللُّغز؟!
إلى اللقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق