استرحت يا ماغوط من الحشرات البشرية
لم يتنبأ جُحَا.كُمْْ برحيل الشاعر والأديب العربي السوري محمد الماغوط عن هذا العالم (72 عاما)، حين خصّص تدوينة سابقة بعنوان من أرشيف الذاكرة القريبة قبل أيام قليلة، لإعادة نشر قصيدة له نشرها قبل ثلاث سنوات تحت عنوان "نصوص العار".. جُحَا.كُمْْ لا يقرأ الغيب، ولكن الصدفة شاءت أن يستحضر جُحَا.كُمْْ إحدى قصائد هذا الشاعر الكبير الساخر بمرارة ورائد قصيدة النثر في الوطن العربي، وارتأى أن يعرضها على زُوّاره عملا بالقول: ذكّر فإن الذكرى تنفع النائمين..
ويُذكر من طرائف الراحل أنه لم يُكمل في شبابه دراستَه في كلية الزراعة وانسحب منها رغم تفوقه، مؤكدا أن اختصاصه هو "الحشرات البشرية وليس الحشرات الزراعية" وبالفعل قضى الماغوط حياته في محاولة دؤوبة على إبادة تلك الحشرات باستعمال كل أنواع المُبيدات الأدبية والفنية من شعر ومسرح وسيناريو ومقالات ساخرة...
استرحتَ يا ماغوط من أُمّة الذُّل والطاغوت، تلك الأمة التي شَرْشَحْتَها كما تجب الشَّرْشَحة في نصِّك المسرحي "كأسك ياوطن" و لاتحزن على فراقنا بعد كل هذا العمر من التعب المعنوي الذي لازمك بسببنا، إذ لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر..
بَرَّدَ الله ثراك وبرّد عزائمَ أعدائك..
جُحَا.كُمْْ
هناك تعليق واحد:
رحمة الله عليه، فقد ذهب أخيرا بعيدا عن طنين هذه الحشرات
إرسال تعليق