هل يفلَح التدوين في ما أَفْسَدَهُ الفَقْر؟
أن تتحوَّل المدونات إلى ساحة اتصال وتواصل مُؤَثِّرة ومتأثرة، فهذا ما بدأ يتحقق يوما بعد يوم.. أن تبقى ساحة التدوين بعيدة عن الخروق والانتهاكات في مجال حقوق حرية الرأي والتعبير (واليوم هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان)، فذلك ما يسعى إليه الجميع وجُحَا.كُمْ معكم، لكسر سلاسل التقييد. وما مشروع مرصد المدونين الذي يوشك على الإنجاز، إلا محاولة فعلية في هذا الاتجاه.. أما أن يبقى التدوين بعيدا عن براثن العوز والفقر فهذا أمر آخر..
صحيح أن أكثر المدونين العرب من شباب العرب وبالتالي فهم أو قل أكثرهم ما زالوا في كنف الرعاية العائلية. ولكن ماذا بعد، حين يدخل هؤلاء إلى معترك الحياة بمفردهم؟ من سَيُسدّد فاتورة الاشتراك في الشبكة وفاتورة الهاتف وفواتير الصيانة والتطوير وبقية الفواتير الملحقة (الكهرباء، الإيجار، الضرائب المختلفة...الخ)؟ وماذا عن المدونين من الكهول الذين رغم قلة عددهم نسبيا، ليسوا جميعهم بالضرورة من ميسوري الحال؟
هناك مال عربي كثير مهدور في ما لا يُجدي بل ومهدور في ما يُضِر.. في حين يشْقى الكثير في سبيل تحقيق الحد الأدنى من شروط الحياة، فما بالكم بتحقيق شروط حرية الرأي والتعبير.. هنا لا أتردد في دعوة جميع المدونين إلى احتساب ظروف العوز التي قد تلم ببعضهم في يوم ما، ومن بين أسباب الحفاظ على بقاء التدوين، هناك إمكانية تبدو متواضعة أو غير مؤكدة أو غير مقنعة للبعض أو غير مجدية أو غير كافية، ولكنها قد تكون أيضا عكس كل ذلك لو تكرّست وانتشرت.. وهي أن يُسَخِّرَ المدون ما أمكنه ذلك مكانا في مدونته لبعض الإعلانات التجارية غير المحظورة قانونا وأخلاقا.(بالمناسبة أرجو من أي زائر أن يعلمني إذا ما لاحظ ظهور إعلان غير مناسب حين يفتح مدونة جُحَا.كُمْ) وهذا في حد ذاته لا يُقلّل لا من قيمة المدونة و لا من مصداقية صاحبها. كما أنها قد تُريح المدون الشاب من الإتكال على أبويه أو على جهة رسمية قد تصادر آرائه لصالحها أو يضطر للتوقف عن التدوين.
طبعا هناك قنوات عديدة لتحقيق هذا المسعى ومنها على سبيل المثال خدمة
في البلوغر.. AdSense
وفيما عداها فإني أهيب بالمدونين ذوي الاطلاع والخبرة في التعامل مع هذا الشأن أن يساعدوا زملائهم المدونين بتوجيههم نحو الجهات الإعلانية الأكثر مصداقية. وألا يبخلوا بما يمكن أن يساعد زملائهم في أن ينالوا ما ينالونه هم. وفي هذا السياق أشيد بزميلنا احجيوج الذي خصص في تدونية شرحا لخدمة تجارية قد تتطور وتساعد المدون على تحقيق نوع من الذاتية في تمويل مدونته.. وهي خدمة يقدمها موقع
ReviewMe
وأترك للزائر فرصة الانتقال إلى تدوينة احجيوج وأيضا إلى موقع
ReviewMe
لمعرفة المزيد حول هذه الخدمة.. وقبل ذلك وبالمناسبة فإن هذه التدوينة نفسها هي أو قل من المقترض أنها مدفوعة الثمن من طرف الموقع المذكور. والله اعلم.. مع الملاحظة أن هذا الثمن زهيد إلى حد قد يضحك البعض، لكن القطرة مع القطرة قد تتحول إلى سيل إذا ما تواردت. وهذا ما أتمناه لأغلبية المدونين الصامدين والصابرين والمثابرين على ممارسة حقهم الشرعي في حرية التعبير والرأي دون الخضوع لابتزاز عائلي أو حكومي أو حزبي أو مؤسساتي أو ما شاكل ذلك.
جُحَا.كُمْ
هناك 4 تعليقات:
ردا على العنوان , من الصعب أن يفلح التدوين في فعل ذلك, فالمقابل المادي الغير مضمون سيكون بكل حال قليل جدا, ولن يكون متواصل ناهيك أن المدونات الشهيرة التي تجتذب الآلاف يوميا قليلة في حد ذاتها وأن أغلب المدونين زوراهم مدونات أخرى بمبدأ أعلق عندك وتعلق عندي
ولا أعرف هل أنا محق عندما أفكر في استقلالية التدوين عندما ترتبط بإعلانات ما وخاصة عندما تدخل إعلانات محلية
أو عندما تجد إعلانات غير لائقة على الإطلاق
.. وأنا اتفق معك في مخافوك في أن أغلب المدونين شباب وطلاب أيضا يأخذون مصروفهم ولكن هل الاعلانات هي الحل
قد تكون لو كانت بصورة أكثر قبولا ولكن ليست الحل الذي أعتقد على الاطلاق
=
مع تحياتي
عزيزى جحا كم
أود أن احيطكم علما بأن المدونة الخاصة بى موجود على العنوان التالى
http://elarmouty1.blogspot.com/search?updated-min=2006-01-01T00%3A00%3A00-08%3A00&updated-max=2007-01-01T00%3A00%3A00-08%3A00&max-results=6
اخيرا قدرت انتصر على التكنولوجيا واعلق عندك، وده بيؤكد انه فى مشاكل كتير بتعوق التدوين غير الفقر
المؤكد انك بتثبت لى دائما انك مهموم بالبشر ودائم البحث لهم عن حلول، بس عندى تحفظ على فكرتك، لانها ممكن تفتح بوابة للتمويل وانت طبعا سيد العارفين
تحياتى
إلى الحائر
عزيزي، أفهم تخوفاتك، لكن لا أعتقد أن اعلانات من جهات غير حكومية ماذا يمكن أن تتسبب فيه بالنسبة لاستقلالية المدون.. علما أن كثيرا من المدونات الحرة والمدافعة عن الحرية تزخر بالاعلانات الظاهرة والخفية..
على أية حال احترم حيرتك لأنها حافز للتمحيص والتدقيق والتثبت حتى لا يسقط أحدنا في ما لا يحمد عقباه.
مع تحياتي الحارة
جُحَا.كُمْ
-------
إلى الأرموطي
أيها العزيز مرحبا بعودتك ولن أطيل في تأخري عن زيارتك في مدونتك الصامتة-الصاخبة..
مع مودتي
جُحَا.كُمْ
-------
إلى بعدك على بالي
ولأنك سيدة العارفات أيضا فأنا أثق في تقييمك حتى ولو كان تحفظا من فكرة صدرت عني.. مع العلم أني استقيتها من سيد المدونين "احجيوج" الذي أميل إلى تصديقه في أكثر ما يأتي به.. ولعل في ردي السابق على "الحائر" بعض التوضيح في هذا الشأن قد يقنعك قليلا.
مع مودتي الدائمة
جُحَا.كُمْ
إرسال تعليق